حمل تقرير الغارديان عنوان “الحزن والكبرياء يتراجعان أمام الشعور بالإحراج، ومشروع طهران في المنطقة أصبح ضعيفاً” لمراسلها في الشرق الأوسط “مارتن تشولوف”.
اعتبر التقرير أن عملية الاغتيال لم تؤد إلى الاضطرابات التي توقعها الكثيرون.
وقال التقرير أن عواقب اغتيال القائد العسكري “قاسم سليماني” ستقود لفوضى وغضب وعدم استقرار، حيث من الممكن أن تصل إلى حرب بين من هم ضد الاغتيال، والذين هتفوا له،
لكن الإجماع أن الأمور لن تكون كما في السابق أبداً.
مناطق النفوذ الايراني، لها حصتها من التقرير التحليلي، حيث اعتبر التقرير أن الجبهة الغير مستقرة هي إيران بلد قاسم سليماني، رغم هدوء مناطق النفوذ القوي للجنرال المقتول في سورية والعراق ولبنان.
وعزى التقرير إلى ردة الفعل الهوجاء بعد مقتله، تسببها بعدم استقرار جبهة إيران الداخلية، فمقتل 176 شخص بعد إسقاط الطائرة الإيرانية وباعتراف المسؤولين في طهران، له نتائج وتبعات مباشرة على استقرار الوضع الداخلي العش إيرانياً.
ربط تشولوف، بين إسقاط الطائرة وفقدان الجيش الايراني لأعصابه، حيث تكاثرت الأدلة على ذلك وتوضحت، مما حدا بالقيادات الإيرانية للاعتراف بجريمة إسقاط الطائرة.
تراجعت مشاعر الاعتزاز بالوطن والحزن على مقتل قادته، لتحل محلها الشعور بالاحراج حيث كان صدى إسقاط الطائرة على الداخل الإيراني مدوٍ.
ووضع الخطأ المقصود – وربما غير المقصود – اقوى مؤسسة عسكرية في إيران في موضع ازدراء واضح، بعدما أخطأت معظم الصواريخ التي أطلقت على القواعد الأمريكية أهدافها.
وبات على إيران الآن التعامل مع الهوان في الداخل والخارج وفقا لكاتب التقرير.
عقب التقرير على صمت الحلفاء ووكلاء إيران في المنطقة، والذين توقع لهم ردات فعل قاسية لكنهم احتموا بالصمت!.
أما الأعداء الذين تأهبوا لأقصى درجة منذ ضربة 3 يناير، بدأوا يسترخون الآن، والخصوم السياسيون بدأوا يعتادون الحياة بدون الخصم القوي سليماني، الذي كان يقف حجر عثرة في طريقهم معظم الأحيان.
وتمت مشاعر المفاجئة والارتياح عقب مقتل سليماني، لدى كل من تركيا وإسرائيل وروسيا والمملكة العربية السعودية التي تصارع إيران على السلطة والنفوذ في المنطقة، حيث أضعف اغتيال سليماني الذراع الإقليمي لإيران بشدة.
تقاطع العلاقات الروسية الإيرانية كان حاضراً في التقرير، حيث كان الجنرال سليماني في حالة تنافس مع بوتين في سورية في التأثير والتحكم ببشار الأسد، واليوم وبعد مقتل سليماني أحكمت روسيا قبضتها على الأوضاع بشكل أسهل بكثير.
لبنان لها وضعها الخاص، فحزب الله يعتبر أهم ذراع ايراني في مشاريع طهران الخارجية، وبعد أن فقد راعيه الرئيسي “قاسم سليماني” بات وضعه خطراً جداً
ومن أبرز المخاطر التي تواجه الحزب في لبنان، احتمالية اغتيال أمينه العام “حسن نصر الله” نفسه، بعد أن وصلت الطائرات للجنرال سليماني، وكان الاثنان يظنان نفسيهما عصيان على المس، وقد تعاود اسرائيل حالياً النظر في تموضعها وموقفها من تصفية نصر الله باعتبار عوامل الخطر المرتبطة باغتياله.
واطمأنت السعودية حالياً من بعد اغتيال سليماني، وفقاً للتقرير الذي أشار سليماني بصفة العدو اللدود للمملكة، وكانت الرياض تخشى تبعات اغتياله، لكنها لاحظت الآن تراجع الروح القتالية في المنطقة حتى الآن مما بعث فيها بعض الارتياح.
الموقف التركي يرتبط بقدرة أنقرة على التحرك بأريحية وسيادة أكبر في الشمال السوري ومناطق تواجد الأكراد، وفي العراق كذلك الذي هيمن فيه سليماني بشدة أكثر من أي مكان آخر.
خلاصة التقرير البريطاني أن شبكة النفوذ الإيراني أصبحت أضعف مما هي عليه قبل اسبوع والمشروع الإيراني الذي أنفقت فيه إيران جهدها وثرواتها، لم يعد مستداماً كما كان، بل إنه أصبح هشاً بشكل واضح في كثير من الأجزاء.