مرصد مينا – لبنان
كشفت مصادر لبنانية مطلعة، عن استعدادات يجريها حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، لسحب قواته المنتشرة في سوريا وإعادتها إلى لبنان بشكلٍ تدريجي، مشيرةً إلى أن الحزب بدأ فعلا بسحب 2500 عنصر من عناصره من المنطقة المتاخمة للحدود بين البلدين، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتقدر المصادر انتشار نحو 5 ألاف مقاتل للحزب في سوريا خلال العام 2020، وكان الحزب قد اعرف عام 2013، بوجود قوات له على الأراضي السورية، دعماً لنظام “بشار الأسد” في مواجهة الثورة السورية، بعد أشهر من نفي أمينه العام، “حسن نصر الله”، لوجود أي عناصر لبنانية مقاتلة في سوريا.
إلى جانب ذلك، أكدت المصادر لوسائل إعلام عربية، أن الميليشيا اللبنانية توقفت خلال الأسابيع الأخيرة عن سياسة تبديل العناصر، موضحةً: “منذ دخول الحزب إلى سوريا، كانت قيادته تعتمد أسلوب المداورة أو المبادلة، بحيث تعيد مجموعة من عناصرها إلى لبنان وترسل مجموعة أخرى إلى سوريا لتكون بديلةً عنها، وهو ما توقف خلال الأسابيع الأخيرة”.
وسبق لصحافي فرنسي رافق الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون” في زيارته إلى لبنان، التأكيد بأن الأخير أبلغ النائب في البرلمان اللبناني عن حزب الله، “محمد رعد”، بضرورة انسحاب مقاتليه من سوريا بشكل كامل، وأن يفكر الحزب بمصلحة لبنان، بدلا من البقاء كواجهة إيرانية.
في السياق ذاته، أوضحت المصادر أن الحزب يحتفظ حالياً بنحو 2500 عنصر ينتشرون في المناطق الرئيسية في سوريا، كمدينة حمص وأطراف دمشق، مرجحةً أن يتم سحبهم خلال الفترة القادمة، تزامناً مع التطورات، التي قد تشهدها الساحة اللبنانية والدولية.
وتشترط الدول الكبرى على الدولة اللبنانية ترسيخ مفهود حياد لبنان، وعدم الانخراط في أي من الأزمات الإقليمية، مقابل تدفق المساعدات المالية للحكومة اللبنانية، بما يساعدها على تجاوز الأزمة الحاصلة حالياً، مع ارتفاع معدلات البطالة إلى 35 في المئة والفقر إلى 50 بالمئة، وتجاوز الدين العام لـ 90 مليار دولار، وفقاً للأمم المتحدة.
كما لفتت المصادر في حديثها إلى وجود دور للغارات الإسرائيلية، التي استهدفت مواقع الحزب في سوريا خلال السنوات الماضية، بدفع قيادته نحو تبني خيار الانسحاب من سوريا وإخلاء مواقعها.
وسبق لحزب الله أن أعلن خلال السنوات الماضية، مقتل العشرات من مقاتليه بغارات إسرائيلية، بينهم قياديين ميدانيين، في مقدمتهم، “سمير القنطار” و”مصطفى بدر الدين” و”جهاد مغنية”.