![](https://mena-monitor.org/wp-content/uploads/2025/02/5.webp)
مرصد مينا
أكد المكتب الإعلامي في مصرف سوريا المركزي، اليوم الجمعة، لوكالة “سانا” الرسمية، عن وصول مبالغ مالية من فئة الليرة السورية إلى سوريا، قادمة من روسيا عبر مطار دمشق الدولي.
وأوضح المكتب أن المبلغ هو 300 مليار ليرة سورية، مشيراً إلى أن المبلغ وصل من روسيا عبر مطار دمشق الدولي. مضيفاً أن “لا صحة للأنباء المتداولة حول أرقام أكبر”.
وقال المصرف إن “المبلغ الذي وصل اليوم هو من حق سوريا والشعب السوري وهو جزء من عقد موقع بين النظام المخلوع وروسيا، وكان يجب أن يصل قبل نهاية العام الماضي، كما ينص العقد على دفعة أخرى سيتم إرسالها في وقت لاحق قد تكون بمبلغ أكبر من المرسل حالياً”.
وكانت بعض المواقع الإخبارية قد أشارت إلى أن “شحنة من الأموال” كانت متوقعة للوصول يوم الجمعة إلى مطار دمشق، وتضمنت تلك الأخبار تقديرات بوصول حوالي 60 تريليون ليرة من فئة 5000 ليرة.
كما تداولت وسائل إعلام محلية، الخميس، وثيقة جرى تسريبها من مصدر من داخل “المركزي” تحمل توقيع وخاتم حاكمة مصرف سوريا المركزي بالوكالة ميساء صابرين، موجهة إلى إدارة مطار دمشق الدولي. ورغم تداول الرسالة، لم يتسن التأكد من صحتها بشكل مستقل.
وتتضمن الوثيقة تعليمات بتسديد بدلات هبوط طائرة شحن تحمل أموالاً قادمة من روسيا إلى دمشق، إلى جانب تسديد الرسوم المترتبة على خدمات الطيران والخدمات الأرضية في المطار.
وتشير الوثيقة إلى أن موعد وصول الشحنة المالية محدد في 14 فبراير 2025، مع التأكيد على التنسيق مع الجهات المعنية لتسوية التصفيات المالية اللازمة.
ماهو مصدر الأموال
يقول الخبير الاقتصادي يونس كريم، الباحث الأول في “منصة اقتصادي”، إن الأموال التي تم تسلمها في سوريا ليست من روسيا كما يروج البعض، بل على الأرجح مصدرها إيران.
وقال كريم نقلاً عن مصادره الخاصة في المصرف المركزي السوري، إنه من غير المرجح أن تكون موسكو هي مصدر طباعة الأموال، مشيراً إلى أن “المبلغ الذي تم نقله من روسيا هو 300 مليار ليرة سورية فقط(قرابة 32 مليون دولار حسب صرف اليوم) وهو رقم بعيد عن الأرقام الضخمة التي يتم تداولها في الإعلام.”
وأوضح كريم أن هذا المبلغ لا يكفي لتغطية احتياجات السوق السورية أو دفع الرواتب المتأخرة، حيث تحتاج الحكومة السورية إلى نحو مليار ليرة يومياً لتغطية العجز المالي المتزايد في الفترة الحالية.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن الطباعة السابقة للعملة السورية كانت تتم في أوروبا قبل أن تتوقف بسبب العقوبات على نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وفي عام 2017، بدأت روسيا بطباعة الأموال، ولكنها اشترطت أن يتم الدفع مباشرة بالنقد الأجنبي.
وفي عام 2024، تحولت عملية الطباعة إلى إيران، حيث تُطبع الأوراق النقدية بتكلفة أقل بكثير مقارنة بروسيا.
ووفقاً لكريم فإن إرسال الشحنة الحالية من الأموال يأتي في إطار “حسن النية من إيران ويمثل محاولة لبناء جسور تواصل مع الحكومة السورية الجديدة، عبر الوسيط الروسي”.
ولفت إلى أن إيران على دراية بالضغط المالي الذي تواجهه الحكومة السورية، خاصةً في ظل تأخر الرواتب وندرة العملة في الأسواق.
وتابع كريم بأن جميع الأموال المطبوعة منذ عام 2011 لا تمتلك تغطية مالية فعلية، إذ كان يعتمد النظام السوري على تمويل العجز عن طريق طباعة الأموال والاعتماد على المساعدات وتجارة المخدرات، ما يجعل لهذه الأموال قيمة محدودة ولا يمكن استبدالها إلا وفق ما يتوفر في البنك المركزي.
يُذكر أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد متهم بتهريب أموال ضخمة إلى روسيا بعد فراره إليها إثر الإطاحة بنظامه في 8 ديسمبر 2024.