مرصد مينا
وجهت مصر تحذيرا إلى إسرائيل من أي هجمات على محور فيلادلفيا، ومن حدوث أي موجات نزوح للفلسطينيين وفقا لمسؤولين مصريين.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أشارت إلى أن القادة المصريين حريصون دائما على إظهار دعمهم الكامل للفلسطينيين، ولإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرة إلى أن القاهرة بحثت بشكل جدي سحب سفيرها من تل أبيب، كما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض عدة محاولات من نتنياهو للتحدث معه.
وذكرت أيضا أن العلاقات المصرية الإسرائيلية، في أدنى مستوياتها منذ عقدين من الزمن، لافتة إلى أن حرب غزة تفرض حسابا على العلاقات المصرية الإسرائيلية الحساسة، إذ أن مصر كانت أول دولة عربية تعترف بإسرائيل في العام 1979.
خبير شؤون الأمن القومي المصري الصحافي محمد مخلوف كان أشار إلى أن محور فيلادلفيا المحاذي لحدود مصر مع غزة خط أحمر، وأن الاقتراب منه انتحار وهلاك للجيش الإسرائيلي ويهدد استقرار المنطقة ويعد خطوة مخالفة لاتفاقية السلام.
وأضاف مخلوف بحسب “روسيا اليوم”: “هذه الخطوة إذا جرى اتخاذهاـ فإنها تهدد العلاقات بين البلدين، فضلا عن أنها ستؤدي إلى اتساع رقعة الصراع وتهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”، لافتا إلى أن “الجيش المصري في حالة تأهب واستعداد ويقظة على مدار الساعة”.
مخلوف أشار إلى أن “تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووسائل الإعلام الإسرائيلية حول تهريب أسلحة من مصر إلى قطاع غزة عبر أنفاق، هو مجرد ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة”، لافتا إلى أنه “لا توجد أية أدلة لدى الكيان الإسرائيلي عليها، فكل دول العالم تعرف جيدا حجم الجهود التي قامت بها مصر في آخر 10 سنوات، لتحقيق الأمن والاستقرار في سيناء وتعزيز الأمن على الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة…”.
وأوضح مخلوف أن “هذا الوضع (أحداث سيناء) دفع الإدارة المصرية لاتخاذ خطوات أوسع للقضاء على هذه الأنفاق بشكل نهائي، فتم عمل منطقة عازلة بطول 5 كيلومتر من مدينة رفح المصرية وحتى الحدود مع غزة، وتم تدمير أكثر من 1500 نفق، كما قامت مصر بتقوية الجدار الحدودي مع القطاع الممتد لـ14 كيلومترا، عبر تعزيزه بجدار خرساني طوله 6 متر فوق الأرض و6 متر تحت الأرض، فأصبح هناك ثلاثة حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية..”، مشيرا إلى أن “مصر لديها السيادة الكاملة على أرضها، وتحكم السيطرة بشكل تام على كامل حدودها الشمالية الشرقية، سواء مع قطاع غزة أو مع إسرائيل”.
الخبير المصري اعتبر أن “هذه الأكاذيب الإسرائيلية هي محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، بالمخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر”، محذرا من “أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه، لأنه سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية، فمصر فضلا عن أنها دولة تحترم التزاماتها الدولية، هي قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار”.
يشار أن مصر ردت على ادعاءات إسرائيل بأن عمليات تهريب أسلحة تتم عبر الشاحنات التي تحمل المساعدات والبضائع لقطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح، واعتبرت ذلك مجرد “لغو فارغ ومثير للسخرية” .
في حين حذر عضو الكنيست الإسرائيلي أرييه الداد حكومة تل أبيب من تعاظم قوة مصر وقوتها العسكرية في المنطقة، مؤكدا أنها لا تزال تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل.