استنكرت وزارة الخارجية المصرية الاتفاقية الأمنية، التي وقعتها حكومة الوفاق الليبية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، مع حكومة العدالة والتنمية التركية، معتبرة أنها تتنافى مع التوافقات، التي أقرتها الأطراف الليبية وارتضاها الشعب الليبي.
ولفتت الخارجية المصرية، إلى أن الاتفاقية تعتبر غير شرعية وتتنافى مع المادة الثامنة من اتفاق “الصخيرات” السياسي بشأن ليبيا، والتي لا تخول رئيس الحكومة أو وزارئه بعقد أي اتفاقيات دولية، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن حكومة الوفاق منقوصة العضوية بشكل بين، وتعاني من خلل جسيم في تمثيل المناطق الليبية.
كما دعت الخارجية المصرية في بيانٍ لها المجتمع الدولي لتولي مسؤولياته حيال هذا الانتهاك في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الليبية محاولات حثيثة لإيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب الليبي، والتي كان آخرها مؤتمر برلين، معربة عن قلق مصر من أثر هذه الاتفاقيات على المسار السياسي الساعي للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية.
وكانت الحكومة الليبية المؤقتة قد نددت بدورها بالاتفاق الأمني، الذي أعلنت حكومة الوفاق التي تسيطر على العاصمة طرابلس، أنها وقعته مع حكومة العدالة والتنمية التركية.
واعتبرت الحكومة المؤقتة أن الاتفاقية غير شرعية، كونها لم تحصل على موافقة البرلمان، إلى جانب أنها ترسخ للتدخلات التركية في الشؤون الليبية الداخلية، مؤكدةً رفضها التام للاتفاق وما جاء فيه من بنود.
ووفقا لوزير داخلية حكومة الوفاق، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين والمدعومة من تركيا، فإن الاتفاقية تضمنت تعاوناً في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، إلى جانب مساعدة تركيا لحكومة الوفاق في فرض السيطرة على كامل الأراضي الليبية، وهو ما دفع معلقين على مواقع التواصل الاجتماعي لاعتبار الاتفاق بمثابة صك وصاية لتركية على ليبيا.
إلى جانب ذلك غرد حساب ليبي على موقع تويتر باسم “أحمد طرابلسي”: “تركيا التي تريد أن تساعدنا في مواجهة الهجرة غير الشرعية، هي ذاتها التي سهلت هذا النوع من الهجرة من أراضيها إلى أوروبا، وأروغان هو الذي دائما ما يهدد أوروبا بموجات اللاجئين، كفا كذباَ”.
كما غرد حساب آخر باسم “بن خضورة”: “الوفاق جابوا الأتراك يمنعوا تقدم الجيش الليبي باتجاه طرابلس، مية سنة على طرد العثمانيين، واليوم الاخوان المسلمين يردوهم في ليبيا وسوريا وتونس”، لافتاً في تغريدته إلى أن نفط ليبيا هو عنوان المصالح التركية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي