مرصد مينا
حذر رئيس القطاع الطبي ورئيس قسم الاطفال بمستشفى الطلبة جامعة المنوفية الدكتور عبد الفتاح عبد الباقي، من تداعيات الموجة الحارة في مصر.
وقال عبد الباقي بحسب روسيا اليوم، تجنبوا ضربات الحرارة “Heat strock” في ظل هذا المناخ، فهي حالة طبية عاجلة خاصة في الأطفال وكبار السن، وقد تسبب دمار للمخ وأحيانا الوفاة، فنرجو الحذر الشديد”، لافتا إلى أنه “ليس شرطا أن تحدث في الشمس كما نسميها ضربة شمس، بينما العلم يسميها ضربة حرارة (Heat strock)”.
عبد الباقي أضاف: “أولا..لكي نفهم خطورة التعرض للحرارة العالية، علينا أن نفهم النظام الأوتوماتيكي المذهل في جسم الانسان للحفاظ على درجة حرارة ثابتة بين 36.5 و37.5″، مردفا: “كيف يتحكم جهاز التحكم الأوتموتيك، ومركزه المخ؟ جزء يسمى “Hypothalamus” مهمته “Thermal equlipruim”..فمصادر الحرارة على الجسم داخلية من عملية التمثل الغذائي للطعام فيولد حرارة، ومصادر خارجية من الجو المحيط بالإنسان يتحكم فيها مركز السيطرة المذكور بالمخ، لذلك تبقى حرارة جسم الإنسان ثابتة بين 36.5 و37.5 درجة مئوية صيفا شتاء بفضل ذلك المركز، سواء كان الطقس حارا أو رطبا دافئا أو بارد على سطح الماء أو غاطسا..وفي الصحراء الكبرى أو في ألاسكا، بفضل غدة التحكم “Hypothalamus” الموجودة في مقدمة المخ، حيث تتلقي مختلف الأحاسيس الحرارية الداخلية والخارجية، فتصدر تعليماتها إلى الجلد والرئتين والعضلات وغدد العرق، لكي يقوم كل منها بمهمة محددة تحقق الثبات الحرارى للجسم”.
المسؤول الطبي المصري أوضح أن “مستقبلات الأحاسيس الهامة جدا موجودة فب جلد الانسان، فإذا كان الطقس حارا، يصدر مركز التحكم الأوامر إلى أوعية الدم الجلدية السطحية لكي تتوسع، فيزداد جريان الدم الدافئ فيها ويزداد تعرضه للجو الخارجي فيطرد الحرارة الزيادة، وإذا كان الطقس باردا، يصدر مركز التحكم الأوامر للأوعية الدموية السطحية، وتتقلص محافظة على عدم فقدان الحرارة.”
وأكمل الدكتور عبد الفتاح عبد الباقي: “كما يستخدم الجلد الغدد العرقية المنتشرة على سطحه لإفراز العرق بنسب مختلفة، طبقا لأوامر مركز السيطرة بالمخ، ويساعد ذلك الجسم على بقاء حرارته ثابتة صيفا وشتاء على حد سواء..فما الذى يحدث فى الأجواء الحارة جدا ويؤدي إلى ضربة حرارة خطيرة؟”، لافتا إلى أنه : “في الحالات التى تصل فيها درجات الحرارة معدلات غير طبيعية، قد يصاب مركز التحكم المذكور بخلل متفاوت الدرجات يصل للوفاة إذا لم يعالج سريعا..ومع غاية الأسف الشديد، هناك أجهزة طبية استوردت منها من ألمانيا للعاملين بالصحراء الكبرى بشركة بترول خارج مصر، يوضع عليها المريض فورا، فتضبط حرارة الجسم وتنفذ الحياة، لكنني لا أعرف إن كانت متوفرة بالمستشفيات المصرية أم لا لأن ضربة الحرارة الشديدة قد تميت الأطفال وكبار السن”.
وعن أعراض ضربة الحرارة، أوضح الطبيب المصري قائلا: ” تبدأ بالشعور بصداع وغثيان وقيء وإجهاد وتقلصات وحدوث ألم في العضلات مع ارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم تصل فوق 40 درجة، والجلد يصبح مائلا إلى الجفاف، وتتسارع ضربات القلب بالرغم من أن ضغط الدم يبقى في معدله الطبيعي، إلا أن سرعة نبضات القلب في ازدياد حتى يصل لى 130 نبضة أو أكثر في الدقيقة، أعلى من المعدل الطبيعي، ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع درجات حرارة الجسم تزيد من العبء على القلب بشكل كبير، لأن القلب يجهد نفسه في القيام بزيادة الضخ ليخفض هذه الحرارة، مع سرعة التنفس بشكل كبير..الأمر تنفس سطحى بلا عمق، وربما يتعرض الشخص بنوبات مثل نوبات الصرع، وقد يدخل في غيبوبة أو يصاب بالهلوسة ويصبح النطق عنده صعبا، وهنا نعرف أن الإصابة ضربت مركز التحكم فى المخ، ولابد من التصرف سريعا أثناء النقل الحتمى للمستشفى”.
واستكمل: “نحذر بشدة من التعرض لمصدر الحرارة الشمس و ينقل المصاب فورا لجو بعيد عن الحرارة ويتم إجراء الإسعافات الأولية العاجلة بتبريد جسده وتخفيض درجة حرارته عن طريق نزع الملابس، ويوضع الطفل فى ماء عادي البرودة وليس ثلج، وذلك حتى يتم تحفيز فتحات الجلد في إفراز العرق وتوسيع الأوعية الدموية لفقد الحرارة”، مضيفا: “ممكن فقط وضع مكعبات ثلجية حول منطقة الرقبة ومنطقة ما تحت الإبط، حيث تتواجد في هاتين المنطقتين أوعية دموية كبيرة ظاهرة على سطح الجلد، وإعطاء المصاب السوائل بكثرة مع النقل للمستشفى سريعا إذا كان هناك أى أعراض تغير فى الوعي”.