مرصد مينا – أثيوبيا
في اول رد فعل أثيوبي رسمي على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد الترامب التي قال فيها إن مصر ستفجر سد النهضة الذي بنته أديس أبابا، أعلنت حكومة إثيوبيا رفضها التام لأي تهديدات موجهة إليها بشأن السد، واصفة إياها بأنها أسلوب خاطئ وغير قانوني.
وأشار مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في بيان صحفي، إلى أن حكومة أديس أبابا أظهرت غير مرة “التزامها الثابت بالتعاون حول النيل بناء على أساس الثقة المتبادلة ومبادئ الاستعمال العادل والمعقول للنهر”، لافتا إلى أن المفاوضات بين إثيوبيا وجيرانها بشأن السد شهدت تقدما ملموسا منذ تولي الاتحاد الأوروبي الإشراف على الموضوع.
وتابع البيان: “على الرغم من ذلك، تأتي من حين إلى آخر تصريحات تضم تهديدات عدوانية بهدف إجبار إثيوبيا على قبول شروط غير عادلة. إن هذه التهديدات ومحاولات التعدي على سيادة إثيوبيا خاطئة وغير بناءة وتمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”، مشددا على أن إثيوبيا: لن ترضخ لأي عدوان ولن تعترف بأي حق يعتمد على اتفاقيات استعمارية”.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في وقت سابق إن مصر ستفجر سد النهضة في أثيوبيا، مشيرا خلال اتصال هاتفي مع رئيسي الحكومة السوداني والإسرائيلي: إلى “أنه وضع خطر جدا، لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة”.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السد، قلتها وأقولها بصوت عال وواضح: سيفجرون هذا السد، وعليهم أن يفعلوا شيئا”.
وتابع: “كان ينبغي عليهم إيقافه قبل وقت طويل من بدايته”، مبديا أسفه لأن مصر كانت تشهد اضطرابا داخليا عندما بدأ مشروع سد النهضة الإثيوبي عام 2011.
يشار أن أثيوبيا أعلنت في 21 تموز الماضي بداية الملء الأول لسد النهضة، قبل أن تعود وتقول إن ملء السد جاء على خلفية كثافة هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية مما ساعد في عملية ملء السد بصورة غير متعمدة، إلا أن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، أثار حفيظة الدولتين.
وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول قضية سد النهضة في مارس/ آذار 2015، الذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاثة حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.
إثيوبيا بدأت في تشييد سد النهضة على النيل الأزرق منذ عام 2011، بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، التي تتجاوز 55 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.