مرصد مينا – مصر
نفت وزارة التموين المصرية، اليوم الجمعة ما تردد من أنباء بشأن صرف خبز غير صالح للاستهلاك الآدمي على البطاقات التموينية، مُؤكدةً أنه لا صحة لتلك المعلومات وانها مجرد مكائد للحكومة.وأوضحت الوزارة، التزام كافة المخابز بإنتاج الخبز المدعم طبقاً للأوزان والمواصفات القياسية المتبعة، مُشددةً على شن حملات تفتيشية دورية على كافة المخابز على مستوى الجمهورية، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حال رصد أي مخالفة.
وقد تم اليوم الجمعة 9 أكتوبر 2020، تداول مزاعم عن “الشوائب المخلوطة” عمدا بالخبز في مصر والمضرة بصحة المستهلك. وتفيد المعلومات المتداولة ان حالات غش الممنهجة تلك، يقوم بها قائمون على (شون) ساحات تخزين القمح الحكومية وأصحاب ساحات خاصة، وسط إهمال مديرية تموين الشرقية. ويشكّل «الشون» حلقة وسيطة – إلى جانب 28 صومعة – في مسار صناعة تشمل عدة قطاعات، بدءا من زراعة القمح مرورًا بتخزينهِ ثم طحنه وأخيرا خبزه ..
وحسب المعطيات المنشورة اليوم، فانه ورغم عدم توافق الشون مع الاشتراطات الصحية للتغذية، لم تتخذ الحكومة المصرية اية اجراءات لتعديل الوضع الصحى لها، وبدأت الثلاثاء الماضى استلام اقماح الموسم الجديد من المزارعين.
وتمت الإشارة الى أن «الشون» المحظورة عالميا، تخلو من لوائح شروط ومواصفات للتخزين، ما يجعل هذه العملية عشوائية يختلط القمح فيها بالتراب، وتسطو عليه القوارض والحشرات. كما يعمد أمناء شون حكومية، خاصة إلى خلط القمح بكسر مكرونة، تراب أو ملح لزيادة وزن المخزون، من أجل تعويض الفاقد، امتثالا لأنظمة هيئة السلع التموينية التي تغرمّهم أثمان النقص أو التلف. وتصل مدد تخزين القمح في العراء إلى عام، ويزيد قبل توريده إلى المطاحن بعيدا عن رقابة مديرية التموين، التي تتداخل صلاحياتها مع جهات إشرافية أخرى، ما يجعل الدقيق غير صالح للاستهلاك الآدمي، بحسب التحاليل المرفقة وآراء أطباء.
وحسب أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة جامعة القاهرة وخبير بورصات الحبوب د. نادر نورالدين فان تخزين القمح في “الشون” يخالف الأعراف العالمية التي تقوم على التخزين في صوامع للمحافظة على القمح من التلف والهدر. ويؤكد عدم صلاحية تلك الأقماح المخزنة بالشون للاستهلاك الآدمي لإصابتها بالفطريات التي تخلف وراءها سمومًا تصيب الإنسان مثل الافلاتوكسين.
وقد أثبتت نتائج تحليل عينة من القمح لدى معمل هيلز بيرد لصالح صحيفة “المال” احتواء القمح سموما فطرية بخاصة “أفلاتوكسين”، وهي الأخطر على صحة الإنسان. ووجد التحليل في العينة – التي جمعها معد التحقيق من ثلاث شون- سموم فطرية من نوع الافلاتوكسين بمقدار 25.2 جزء في البليون من الكيلوجرام، ويبلغ الحد الأقصى المسموح به 20 جزءا في البليون كما حددته هيئة الرقابة على الغذاء والدواء الأمريكية FDA ، ذكرت أن القليل جداً من هذا السم يمثل خطراً على صحة الإنسان.