
مرصد مينا
تسبب حادث تصادم مأساوي بين سيارة نقل ثقيل وأخرى أجرة على طريق مطروح – سيوة في مصر اليوم السبت في سقوط 4 قتلى و12 مصاباً، في مشهد أعاد إلى الواجهة الحديث عن تكرار حوادث الشاحنات الثقيلة على الطرق السريعة في البلاد، والتي أودت بحياة الآلاف خلال السنوات الماضية.
ونقل عن مصدر في محافظة مطروح، قوله، إن الحادث وقع في منطقة لا توجد بها أي أعمال تطوير أو صيانة، مرجحاً أن يكون السبب ناتجاً عن “خطأ بشري أو السرعة الزائدة”، مضيفاً أن سيارات الإسعاف وصلت إلى موقع الحادث بعد فترة وجيزة، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج.
الحادث وقع على طريق مطروح – سيوة، الذي يمتد بطول 300 كيلومتر، وتقوم وزارة الإسكان المصرية بتوسعته على عدة مراحل ضمن المشروع القومي للطرق، سعياً لتحقيق ازدواجية في الحركة المرورية عليه.
ووفقاً لبيانات رسمية، فقد تم الانتهاء من نصف أعمال الازدواج نهاية الشهر الماضي، بينما تستكمل الأعمال في النصف المتبقي خلال الفترة المقبلة.
ووفقاً لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، سجلت البلاد في عام 2024 نحو 5260 وفاة نتيجة حوادث الطرق، إلى جانب أكثر من 76 ألف إصابة، مقارنة بـ71 ألف إصابة في عام 2023، بنسبة زيادة بلغت 7.5%، حيث كانت محافظة الدقهلية صاحبة النصيب الأكبر من الإصابات بعدد 15,563 حالة، فيما سجلت محافظة السويس أقل عدد إصابات بـ39 إصابة فقط.
من جهتها، حذرت فريدة الشوباشي، عضو لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب المصري، من تزايد حوادث النقل الثقيل، ودعت إلى “مراجعة شاملة للإجراءات الخاصة بترخيص ومتابعة شاحنات النقل، والتأكد من صلاحيتها الفنية، فضلاً عن إجراء فحوصات مستمرة للسائقين، خاصة فيما يتعلق بالتأكد من خلوهم من أي آثار لتعاطي المخدرات”، مشددة في تصريحاتها لـ”الشرق الأوسط” على أن مشروعات الطرق وحدها لن تحل الأزمة بدون فرض رقابة صارمة على المركبات والسائقين.
وتواصل الحكومة المصرية تنفيذ “المشروع القومي للطرق” الذي انطلق عام 2014، متضمناً إنشاء وتطوير أكثر من 7 آلاف كيلومتر من الطرق الجديدة، إضافة إلى تطوير ورفع كفاءة حوالي 10 آلاف كيلومتر أخرى، تم الانتهاء من معظمها بالفعل.
في السياق نفسه، أشار أستاذ هندسة الطرق والنقل حسن مهدي، إلى أن تطوير شبكة الطرق ساهم بالفعل في تقليل الحوادث إلى حد ما، لكنه أكد أن “العنصر البشري” يبقى السبب الأول في أغلب حوادث السير، معتبراً أن الرقابة المستمرة، والتدقيق في منح التراخيص، وسحب رخص المخالفين يمكن أن تكون خطوات حاسمة للحد من هذه الكوارث.
واستدل مهدي بحوادث مشابهة وقعت سابقاً، أبرزها مأساة “فتيات المنوفية” الشهر الماضي، حينما اصطدمت شاحنة نقل ثقيل بسيارة أجرة على الطريق الدائري الإقليمي، ما أسفر عن مصرع 18 فتاة وسائق المركبة، وهو الحادث الذي دفع وزارة الداخلية لإطلاق حملات مرورية مكثفة على الطرق السريعة في البلاد، للحد من حوادث النقل الثقيل التي تتكرر بوتيرة مقلقة.