كشف وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، عن وجود مؤشرات إيجابية بشأن القضية الليبية، على الرغم من أن البلاد لم تشهد تغيرات جذرية بعد مؤتمر برلين الذي انعقد الشهر الماضي، على حد قوله.
ولفت “لافروف” إلى أن بعض المعطيات الإيجابية بدأت تظهر حيال إمكانية إيجاد تسوية سياسية للنزاع الدائر في ليبيا، معتبراً أن المهمة الرئيسة التي تواجه المجتمع الدولي حالياً، هي الحصول على موافقة واضحة لا لبس فيها من كافة الأطراف الليبية على بنود البيان الختامي لمؤتمر برلين.
وحصر الوزير الروسي، البوادر التي تحدث عنها، بانطلاق عمل اللجنة العسكرية المشتركة بصيغة “5+5″، وبدء التحضير العملي لإطلاق منتدى الحوار السياسي، إضافة إلى بعض التحركات باتجاه تنظيم مشاورات بين الليبيين حول القضايا الاقتصادية، موضحاً: “مزاعم أن الوضع في ليبيا بعد مؤتمر برلين يخرج عن السيطرة مجدداً، ليست دقيقة تماماً برأيي، والأحرى القول إنه لم يتغير جذرياً”.
إلى جانب ذلك، أضاف “لافروف”: “من حيث المبدأ، هذا الأمر ليس غريباً، فالتناقضات بين المشاركين الأساسيين في النزاع الليبي وصلت إلى حد بعيد لدرجة أنه يستحيل حلها في إطار فعالية واحدة وإن كانت ذات تمثيل واسع كمؤتمر برلين، فقد سبق أن عقدت لقاءات في باريس وباليرمو وأبو ظبي، دون أن تسفر عن تحسين الأوضاع”.
وكانت العاصمة الألمانية قد احتضنت يوم التاسع عشر من كانون الثاني الماضي، مؤتمراً خاصاً حول القضية الليبية، تم خلاله مناقشة قضايا وقف إرسال المقاتلين والسلاح إلى ليبيا، واتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى طرح بعض الرؤى حول التسويات السياسية التي يمكن تبنيها كحل دائم ونهائي للصراع.
كما احتضنت العاصمة الجزائرية بعدها بأيام، مؤتمراً آخر ضمن دول الجوار الليبي، حضره وزير الخارجية الألماني، الذي أطلع بدوره المجتمعين على مخرجات مؤتمر برلين، وبنوده الأساسية.