زاوية مينا
هل ستكون الحرب على لبنان؟
هو سؤال اللحظة، غير أن الاختلاف على التفاصيل، والتفاصيل أيضاً تأتي على سؤال:
ـ هل ستكون حرباً شاملة أم عملية حربية؟
عن السؤال الأول كل الاجابات ستتوافق على أنها ستقع، فالاستعدادات الإسرائيلية مرفقة بتصريحات بالغة الوضوح: ليلة العسكر و :
ـ سنقصف لبنان.
والناطق العسكري الإسرائيلي، يتابع تصريحاته بما يشبه تصريحات الصحّاف العراقي، أو أحمد سعيد المصري، يقابله هدوء بالغ من قبل حزب الله، وهذه سياسته.
حرب موسعة شاملة؟
لا تخدم أيّ من طرفيها، فالإسرائيليون الذين يتقنون الحروب الخاطفة، سيكونون شديدي الارتباك بمواجهة حرب مفتوحة ومثال غزة يكفي للقول أن بوسع الجيش الإسرائيلي أن يكون “كوماندوس”، أما أن يتحوّل إلى جيش على الأرض فهذا طموح يستبعده الإسرائيليون.
مفاد الكلام أن حرباً شاملة لن تقع، أما العسكرية فقد باتت حتمية، ولها بنك أهدافها الصريح الواضح، يقابلها عسكرية حزب الله وقد امتلكت من القوات ما يكفي لمواجهة بعيدة، وهذا ما لن يرضي إسرائيل، ما يدعوها لعملية “تحت سقف الحرب وفوق سقف العملية الخاطفة”..
بما لاشك فيه، اللبنانيون قلقون، ومختلفون، فإذا ما وقعت الواقعة فالشق سيتسع ما بين القوى والأحزاب والشخصيات اللبنانية، وللبنان من الشقاقات مايكفيه، يضاف إلى هذا حجم الوباء الاقتصادي الذي اجتاح لبنان بما لا يسمح لهذا البلد أن يكون بلداً محارباً وبذلك فهذا حزب الله يُدخل لبنان إلى مجهول، المعلوم منه، هو المزيد من الخراب لبلد لم يعد يتسع لخراب جديد.
هذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحاً “تحت سقف الحرب وفوق سقف عملية محدودة”، وفي حال كهذا ما هو بنك الأهداف الإسرائيلي؟
ـ المطار، محطات الكهرباء، جسور، وما تبقّى من بنى تحتية على الأرجح في منطقتي البقاع والضاحية، وقد تستبدل عملية كهذه عمليات كوماندوس، وهذه واردة أيضاً.
بالنسبة لحزب الله، كان قد اطلق موقفه:
ـ قصف بناء يقابله قصف بناء / محطة كهرباء يقابلها قصف محطة كهرباء، واستهداف مدنيين سيقابله استهداف مدنيين.
هذا ما صرّح به حزب الله، والإسرائيليون لابد ويأخذون هذا الكلام على محمل الجد، ما سيوسّع حجم الخسائر الإسرائيلية لتكون نكسة على حكومة نتنياهو ما بعد الانتكاسات التي واجهها نتنياهو في غزة ما يعني سقوطه الحتمي وهذا ما نصحه به الأمريكان الذين قد أبدوا ما يكفي من لجم التصعيد، حبّاً بإسرائيل بطبيعة الحال.
ـ هل ستوافق أمريكا على توسيع دائرة الحرب؟
لم تفعل ذلك مع الاشتباك الإيراني/ الإسرائيلي عقب عملية السفارة الإيرانية بدمشق، فقد لجمت كلا الطرفين بما جعل الرد والرد على الرد، مجرد ألعاب نارية لم تدخل لعبة النار.
ـ هل سيكون الحال كذلك ما بين إسرائيل وحزب الله؟
مع الاعتذار من الصحّاف العراقي وأحمد سعيد المصري.