مع قرب انتهاء مهلة الـ 6 أشهر.. ماذا يحدث في درعا؟ adminvar 7 سنوات ago الكاتب: مؤيد أبازيد بعد مضي أربعة أشهر على اتفاق درعا جنوب سوريا، الذي تم بين فصائل المعارضة السورية المسلحة بالمحافظة وروسيا والذي تم في 6 من يوليو/ تموز الماضي، ونص على عدة بنود، أهمها عودة مؤسسات الدولة ورفع علم النظام على المؤسسات الحكومية وتسليم السلاح الثقيل وجزء كبير من السلاح المتوسط التي بحوزة الفصائل، على أن تبقى قوات النظام بعيدة عن المناطق التي لم تقتحمها حين تم توقيع الاتفاق وقبلت بالتسوية الروسية، واجراء تسويات في المرحلة الأولى والتي تنتهي مع نهاية العام الجاري، على أن تكون المرحلة الثانية تسليم بقية السلاح ودخول النظام فعلياً لجميع المناطق والتحاق المطلوبين والمؤجلين عن الخدمة الإلزامية بجيش النظام . في هذه الأيام يتبادر لدى الكثير من ابناء المناطق التي لا تزال بيد فصائل المعارضة والتي اصبحت مشتتة ضمن مناطقها لا تملك إلا السلاح الخفيف والقليل من السلاح المتوسط، حول مصير هذه المناطق وأبنائها بعد انقضاء المهلة، لاسيما الاشخاص الذين كانوا ضمن فصائل المعارضة المسلحة واضطروا لقبول العرض الروسي، الذي تزامن مع تحليق أكثر من 40 طائرة كانت تقصف مدن وقرى المحافظة، وانتشار النازحين على حدود الاردن والجولان المحتل مع إسرائيل والذي قدر عددهم آنذاك بنحو 350 ألف . قوات النظام لاتزال خارج مهد الانتفاضة السورية من بين هذه المناطق مدينة درعا البلد (الشق الجنوبي لمدينة درعا) مهد الانتفاضة السورية والتي انطلقت شعلتها فيها من أمام المسجد العمري بالمدينة ربيع 2011. مرصد “مينا” تحدث مع عددا من هؤلاء والذين أكدوا بأنهم ليسوا الآن في وارد الندم على اتفاق تم لايقاف جريان انهار الدماء من أطفال ونساء المحافظة، وفي وقت كان فيه عشرات الآلاف من ابناء درعا ينتشرون على طول الحدود، والأردن وإسرائيل أغلقت في وجههم أي منفذ للهرب من الموت، والأمريكي رفع يده وترك للروسي الميدان ليقصف ويقتل كيفما يشاء . يقول “وليد محاميد” والذي لم يمانع بذكر اسمه وهو عنصر سابق في المعارضة المسلحة في حديث لمرصد ”مينا”:” اتفاق درعا حافظ على أرواح الآف المدنيين وبقينا في أرضنا في الوقت الذي تخلى عنا الجار القريب قبل الأمريكي البعيد”. وأضاف “الاتفاق جاء بعد أن شاهدنا ماذا جرى بحلب والغوطة وحمص وما جرى بدرعا هو حلقة ضمن سلسلة حلقات كان الخارج هو صاحب السيناريو فيها، والسوريون هم من ينفذون الأدوار سواء على ضفة المعارضة أم على الضفة الأخرى والنتيجة واحدة وهي أن الضحية سوري”. وأشار إلى أنه قام بعمل تسوية مع النظام لكن لم يخفِ تخوفه من الاعتقال رغم هذه التسوية، واصفا الوضع بالقول: “قوات النظام مشابهة لما كانت عليه العديد من فصائل الجيش الحر بحيث يكون كل حاجز له قوانينه التي يتخذها من قائد فصيله والتي تعطيه الحق باعتقال من يشاء دون حسيب او رقيب”، حسب قوله. هناك رسائل من النظام وهناك أجوبة من المعارضة ؟ أما ( ع، م) وهو قيادي سابق لإحدى آلوية الفصائل المسلحة بدرعا البلد فيقول لـ “مينا”: ” كغيري قمت بعمل تسوية مع النظام لكن لم أذهب حتى اليوم للمناطق التي تخضع لسيطرته، ولن أذهب في المرحلة المقبلة، لانه نظام غادر لا عهد ولا ميثاق له”، مضيفا “هي تسوية يفترض أنها تعطيني الحق أن أبقى في أرضي وفي مدينتي وهي تسوية يمكن تسميتها بالاجبارية التي لا خيار أخر لنا، لكن في نفس الوقت فأن هذه التسوية لا تعني أن أعود تابعا لنظام قتل أهلي وهجر شعبي”. وبخصوص من انضموا لقوات النظام من عناصر سابقين في الفصائل المسلحة بدرعا، وصف( ع، م) هؤلاء ”بالمرتزقة الذين اتخذوا من الثورة مصدر رزق”، مشيرة إلى “أنهم قلة مقارنة مع نحو 35 الف مقاتل كانوا ضمن عداد الفصائل قبيل إعلان الاتفاق، لكن إعلام النظام وحتى بعض إعلام المعارضة يحاول أن يظهرهم بأنهم الأكثرية وهو أمر غير واقعي ومنافي للحقيقة”، كما قال. وتابع القيادي السابق في الفصائل المسلحة” هناك رسائل من النظام وهناك أجوبة من المعارضة، فاذا كانت خطة النظام هي مزيد الاعتقالات والتصفيات لابناء المحافظة، فان الرد قد وصل للنظام عبر المقاومة الشعبية والتي قتلت خلال الشهر الماضي أكثر من 20 عنصراً للنظام، وإذا كان النظام يعتقد أنه انتصر فعليه أن يدرك جيداً بأن ابناء المحافظة تمكنوا من طرد قواته من عشرات القرى والمدن، من خلال الاسلحة الخفيفة وعبر حرب عصابات التي اوجعته كثيراً خاصة ما بين صيف 2012 حتى ربيع 2013”. بدوره يقول (ط، س) وهو قيادي سابق لكتيبة في الفصائل المسلحة بمدينة درعا في حديث مع “مينا”: “النظام لم يُدخل أي عنصر له لدرعا البلد خلال الثلاثة الاشهر الاولى من الاتفاق وبقي النظام موجوداً عبر راية وحيدة له مرفوعة على استحياء فوق مؤسسة البريد، وتم انزالها مرات عديدة وكانت الشرطة الروسية تطالب بإعادتها لأنه يندرج ضمن شروط الاتفاق”. وأشار إلى أن “النظام وعبر الشرطة الروسية افتتح مخفرا صغيرا بـ20 عنصرا في حي العباسية بدرعا البلد قبل نحو شهر”، مؤكدا” رفض الأهالي والعناصر السابقن في فصائل الجيش الحر رفع صورة بشار الأسد (رئيس النظام السوري) على بوابة المفخر، وقلنا لهم سندوسها تحت اقدامنا إن وضعت صورة لبشار، وهذا الكلام قيل بوجود الشرطة الروسية وتفهمت هذا الامر، بالنهاية هو مخفر رمزي لا قيمة له والعناصر هم في حمايتنا وليس العكس ونحن في عهد وميثاق لهذا لن نغدر بهم”. واضاف (ط،س):” بعد انتهاء المهلة قد يفكر النظام باقتحام درعا البلد وجميع المناطق التي لم يدخلها جيشه وهي مناطق عديدة وتقدر بنحو ثلث مناطق المحافظة، عندها لا خيار لنا سوا المقاومة لأن اسلوب المعركة سيكون مختلف عما كانت عليه سابقا، فالعنصر الجوي والمدفعي سيكون خارج لعبة المعارك القادمة والتي كانت تعطي للنظام التفوق، وكل هذا الكلام اقوله إن تعنت النظام وقرر اقتحام هذه المناطق بالقوة بعد أن يعطيه الروسي الضوء الاخصر لهذا”. وأشارإلى أن “خيار المقاومة لا زال موجودا ضمن اولوياتنا كمقاتلين لا اقول سابقين بل مجمدين الى أن نرى الى اين تسير الأمور هل لحل سياسي يرضي الجميع او نعود لما كنا عليه في بدايات الثورة، لأن المرحلة المقبلة لن تكون إلا مشابهة لبدايات الثورة المسلحة، إن عاد النظام لاسلوبه السابق بالاقتحامات، ويدرك الروسي هذا جيداً ويدرك خطورته”. وانهى (ط،س) كلامه بالقول:” لست متفائلا ببقاء الامور على ماهي عليه بدرعا، لاسيما أن النظام بدأ مؤخراً ومن خلال الايرانيين وحزب الله اللبناني بالتغلغل في بعض مناطق المحافظة التي تسيطر عليها قواته، ومحاولة نشر افكار شيعية في محافظة ذات غالبية عظمى من السنّة وهو يتعارض مع لب الاتفاق الموقع، إضافة لتزايد حملات الاعتقال التي طالت العشرات خلال الاسابيع الماضية في مناطق انتشار قواته، كل هذه الامور تؤكد بان النظام يسير الى طريق أخر وهو الانتقام من كل من رفع صوته ضده “. يشار إلى أن المناطق التي بقيت تدار من قبل فصائل المعارضة المسلحة سابقا، تسير فيها بشكل يومي دوريات من الشرطة الروسية على طول خطوط الاشتباك السابقة، وهي مناطق تتركز في الريف الغربي بالإضافة لدرعا البلد، ذلك أن الاتفاق وقع بعد أن كان النظام وبمساعدة الطيران الروسي قد سيطر على غالبية الريف الشرقي للمحافظة. – خاص – مينا هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©. مقالات ذات صلة بعد ستة عقود من إعدامه.. ماذا نعرف عن كوهين أشهر جواسيس إسرائيل في العالم العربي؟ 560 نائباً بريطانياً يدعمون حق الإيرانيين في التغيير وخطة المعارضة ظاهرة العملاء تهز “حزب الله”.. 21 موقوفاً بينهم نجل قيادي في “كتيبة الرضوان” توتر متصاعد بين ترامب ونتنياهو وسط خلافات حول استراتيجية الحرب في غزة