الحرب بالوكالة باتت نموذجاً قديماً على ما يبدو، بسبب التقدم في الصناعات العسكرية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث وفرة الطائرات بلا طيار الكثير من الأعباء على المهاجمين، وكانت كفيلة بتحقيق الهدف دون الكشف عن هويتها.
لكن المفاجئة الكبيرة ضمن هذا الإطار، أتت من وزارة الدفاع الروسية عشية عيد الميلاد، فقد حذر رئيس الدفاع الجوي للقوات المسلحة الروسية الفريق “ألكسندر ليونوف”، من امتداد خطر الطائرات المسيرة لتطال كل بلدان العالم في الأعوام القادمة، وخاصة تلك التي يستخدمها الإرهابيون.
وقال “ليونوف” وفق ما نقلت وسائل الإعلام الروسية: “إن تهديد الإرهابيين باستخدام الطائرات بدون طيار، يمكن أن يزداد ليس في سوريا فحسب، بل وفي أي بلد في العالم”.
وشرح “ليونوف” كلامه في مقابلة مع صحيفة “كراسنايا زفيزدا” التابعة للقوات المسلحة الروسية قائلاً: “استخدام المسيّرات من قبل القوات المسلحة للبلدان الأجنبية والجماعات المسلحة غير الشرعية يتطور بشكل مكثف . . . حيث أن استمرار الجماعات المسلحة غير الشرعية بالعمل على تحسين الطائرات بدون طيار وطرق استخدامها، يشير إلى أن التهديدات المرتبطة باستخدام الطائرات بدون طيار لأغراض إرهابية يمكن أن تتعاظم في المستقبل القريب ليس في سوريا والعالم ككل”.
وأشار ليونوف إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص لتعزيز قدرات التصدي للطائرات المسيرة في زمن السلم، فضلا عن تحسين أساليب اكتشافها وتدميرها.
وتعرضت قاعدة حميميم الروسية الموجودة على الأراضي السورية، في الساحل السوري، لعدد كبير من الهجمات التي شنتها طائرات مسيرة، وفي كل مرة كان السلاح الروسي يدمر تلك الطائرات بشكل كلي أو جزئي، وينسب هذا العمل للفصائل المعارضة المسيطرة على محافظة إدلب.
إلاّ أن تسريبات من داخل القاعدة العسكرية أكدت معرفة روسيا تماماً بالفاعل وهو المليشيات الإيرانية، التي تشن هجمات عبر طائرات مسيرة، وبشكل متكرر على مواقع إسرائيلية وروسية على حد سواء بهدف التجسس تحسباً لأي خطوة –غير جيدة لها-، خاصة وأن روسيا تعتمد بشكل كبير على المليشيات الإيرانية المقاتلة على الأرض، بينما تؤمن طائراتها الغطاء الجوي.