
مرصد مينا
استُهدف ريف مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، غرب سوريا، بغارة إسرائيلية جديدة مساء الجمعة، هي الأولى منذ نحو أربعة أسابيع، ما أسفر عن مقتل مدني، وفق ما أفاد به الوكالة السورية للأنباء “سانا”.
كما طال القصف مواقع عسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الغارة الإسرائيلية استهدفت مقر “اللواء 107” في ريف مدينة جبلة، وهو ما أسفر عن مقتل شخص مدني، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هويته أو ظروف مقتله.
في حين ذكرت مصادر إعلامية أخرى بأن الغارات طالت مواقع عسكرية وثكنات في منطقتي طرطوس واللاذقية، إلا أنه لم يسجل وقوع خسائر بشرية، مكتفية بالإشارة إلى استهدافات مركزة لمقار عسكرية في الساحل السوري.
وفي بيان رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن تنفيذ الغارات، موضحاً أنها استهدفت منشآت لتخزين الأسلحة، وبالأخص صواريخ ساحلية موجودة في محافظة اللاذقية.
وأشار البيان إلى أن هذه الصواريخ كانت “تشكل تهديداً مباشراً لحرية الملاحة البحرية الدولية والإسرائيلية”، مضيفاً أن الغارات طالت أيضاً “مكونات دفاعات صاروخية من طراز أرض – جو”.
وتأتي هذه الضربات بعد يوم واحد فقط من دعوة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، من العاصمة دمشق، إلى فتح حوار مباشر بين سوريا وإسرائيل، يبدأ باتفاق عدم اعتداء كخطوة أولى باتجاه تخفيف التوتر بين البلدين، اللذين لا يزالان رسمياً في حالة حرب.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، كثّفت إسرائيل من وتيرة غاراتها الجوية على مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، مبررة ذلك بالسعي لمنع انتقال الأسلحة المتطورة إلى أيدي السلطات الجديدة التي تولت الحكم بعد الإطاحة بالأسد.
وشملت هذه الغارات مواقع حساسة، من بينها محيط القصر الرئاسي، في سياق مواجهات دامية ذات طابع طائفي شهدتها العاصمة مؤخراً.
وفي سياق ميداني متصل، توغلت القوات الإسرائيلية مراراً خلال الأشهر الماضية داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان السوري، الواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل من الهضبة.
كما أفادت تقارير متكررة عن تقدم وحدات إسرائيلية إلى مناطق داخل عمق الجنوب السوري في عمليات توصف بأنها “استباقية”.
وكان الرئيس السوري الحالي، أحمد الشرع، قد أكد في مناسبات عدة أن دمشق لا تسعى إلى تصعيد مع دول الجوار، وناشد المجتمع الدولي التدخل للحد من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وخلال زيارته إلى باريس هذا الشهر، أشار الشرع إلى أن بلاده تُجري مفاوضات “غير مباشرة” مع إسرائيل عبر وسطاء دوليين، بهدف التهدئة وتفادي الانزلاق إلى مواجهة أوسع.