مرصد مينا
شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، اليوم الأربعاء، تصعيداً خطيراً للقصف المدفعي الذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، وفقاً لتنسيقية لجان المقاومة المحلية.
وأفاد بيان التنسيقية على منصة “فيسبوك” بأن قوات الدعم السريع استهدفت بالمدفعية الثقيلة الأحياء الشمالية والجنوبية للمدينة، بما في ذلك المستشفى السعودي والمناطق المحيطة به، مما أسفر عن مقتل 15 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين وفق الإحصائيات الأولية.
كما تعرض مخيم زمزم للنازحين، الواقع جنوب شرق الفاشر، لقصف متواصل منذ ساعات الصباح الباكر، ما زاد من معاناة السكان المحليين.
في سياق متصل، نفذت قوات الجيش السوداني، بالتعاون مع الحركات المسلحة الدارفورية، عمليات عسكرية مدعومة بالطيران الحربي استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع في المحور الجنوبي الشرقي، مما أدى إلى تدمير مركبات قتالية ومقتل العشرات، بحسب بيان صادر عن الجيش.
مع ذلك، شهدت المدينة قصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف المناطق الغربية، ما تسبب في مقتل 15 شخصًا وإصابة 27 آخرين من المدنيين.
وفي مدينة نيالا بجنوب دارفور، تعرض مركز لإيواء النازحين لغارات جوية نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، وفقاً لما أعلنت عنه قوات الدعم السريع.
وأفادت القوات بأن الهجمات تسببت في سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، إلى جانب تدمير كبير للبنية التحتية، بما في ذلك الأحياء السكنية والمرافق العامة والخاصة.
على صعيد متصل، أعربت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، عن قلقها العميق إزاء تزايد استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأكدت سلامي أن القصف الجوي والمدفعي في دارفور والعاصمة الخرطوم أدى إلى تدمير واسع للمنازل والأسواق والمرافق الطبية، مشيرةً إلى تقارير عن غارات بطائرات مسيرة استهدفت المستشفى السعودي في الفاشر، مما تسبب في إصابات وأضرار جسيمة.
ودعت المسؤولة الأممية إلى وقف فوري للأعمال العدائية، مؤكدةً أن العنف الواسع النطاق خلال الأشهر الـ20 الأخيرة يمثل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي ويعوق وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
يأتي التصعيد الأخير وسط حصار تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور. المدينة تضم عشرات الآلاف من النازحين الذين يعانون أوضاعاً إنسانية متدهورة، في ظل استهداف مستمر للبنية التحتية والمدنيين، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في الإقليم.
يأتي هذا في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ أبريل 2023، مما أدى إلى أزمة إنسانية كبرى ونزوح أكثر من 12 مليون شخص.
وقد اتهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب تشمل استهداف المدنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام أساليب التجويع ضد ملايين الأشخاص.