مرصد مينا
تتخوف العديد من الجهات في بريطانيا من استمرار استهداف أنصار اليمين المتطرف للمساجد خلال الأيام القادمة، بعد حادثة الطعن في ساوثبورت، شمال غربي البلاد والتي استغلها للخروج في مظاهرات تخللتها أعمال عنف واستهداف مسجدين، بعد تداول أخبار كاذبة عن أن القاتل مسلم.
وهاجم محتجون الشرطة وأضرموا نيراناً أمس الجمعة في مدينة سندرلاند في شمال شرقي إنجلترا، مع اتساع نطاق العنف وامتداده إلى المدينة بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات في ساوثبورت يوم الاثنين.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن محتجين مناهضين للهجرة رشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة قرب مسجد في المدينة قبل أن يقوموا بقلب المركبات وإضرام النار في سيارة وإشعال حريق آخر بجوار مكتب للشرطة.
ودُعيت قوات الشرطة البريطانية إلى تكثيف الدوريات خارج المساجد وأماكن إقامة طالبي اللجوء، وسط خطط لتنظيم 19 مظاهرة في أنحاء إنجلترا خلال الأيام المقبلة، وفق تقرير لصحيفة “الغارديان” أمس الجمعة.
وقالت الصحيفة إن أنصار اليمين المتطرف، وعلى رأسهم رابطة الدفاع الإنجليزيّة، تحشد لخروج مزيد من المظاهرات خلال الأيام القليلة القادمة، على خلفية مقتل ثلاثة أطفال، بعد مظاهرة نظموها في بلدة ساوث بورت، مساء الثلاثاء، واعتدوا خلالها على عشرات من عناصر الشرطة واستهدفوا مسجد البلدة.
وليلة الأربعاء، خرج أنصار اليمين المتطرف في مدن أخرى، واستهدفوا مسجدًا في بلدة هارتلبول في الشمال الشرقي من بريطانيا.
وأدانت الاعتداءات العديد من الجهات السياسيّة، كما تعاون السكان المحليون في ساوثبورت وهارتلبول لإصلاح التخريب الذي حصل.
وكانت الشرطة أعلنت وفاة طفلة تبلغ تسع سنوات صباح الثلاثاء، متأثرة بجروحها. وكان عمر الضحيتين الأوليين اللتين توفيتا الاثنين، ستة وسبعة أعوام.
وتستجوب الشرطة شابا يبلغ 17 عاما بُعيد المأساة، خلال نشاط لأطفال تراوح أعمارهم بين ستة وأحد عشر عاما محوره أعمال النجمة الأميركية تايلور سويفت.
واندلعت أعمال عنف في ساوثبورت ولندن ومدينة هارتلبول في شمال شرقي البلاد ومناطق أخرى بعد انتشار معلومات مغلوطة على وسائل للتواصل الاجتماعي تزعم أن المشتبه به في عملية الطعن مهاجر مسلم ينتهج التطرف.
وقد تم توجيه اتهامات قتل الفتيات الثلاث لمشتبه به (17 عاما) قيل أنه من أصل رواندي.
وفي محاولة لدحض المعلومات الكاذبة، قالت الشرطة إن المشتبه به أكسل روداكوبانا وُلد في بريطانيا. ولم تُقدّم الشرطة بعد أي معلومة عن الدافع المحتمل، واكتفت بإعلان استبعاد فرضية الهجوم الإرهابي.
وقالت هيلينا بارون، رئيسة شرطة نورثمبريا، في بيان نقلته وكالة رويترز: “سلامة الناس هي أولويتنا القصوى، عندما علمنا أنه تم التخطيط لاحتجاج، حرصنا على زيادة وجود الشرطة في المدينة”.
وأضافت: “خلال المساء، واجه أفراد الأمن مستويات خطيرة ومتواصلة من العنف، وهو أمر مؤسف للغاية”.
وتابعت أن ثلاثة من أفراد الشرطة نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما تم اعتقال ثمانية أشخاص حتى الآن بتهمة ارتكاب جرائم مثل الاضطرابات العنيفة والنهب.
وكان الاحتجاج في سندرلاند واحداً من أكثر من اثني عشر احتجاجاً خطط لها المحتجون المناهضون للهجرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة هذا الأسبوع، بما في ذلك في محيط مسجدين على الأقل في ليفربول، أقرب مدينة حيث قُتلت الفتيات الصغيرات.