مرصد مينا
هاجم مقاتلون من قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية السودانية قرية في وسط البلاد، ونهبوا وأحرقوا العديد من الممتلكات، وقتلوا ما لا يقل عن 85 شخصا، بينهم نساء وأطفال، حسبما قالت السلطات وسكان، أمس الأول السبت لوكالة أسوشيتد برس.
يأتي هذا في أحدث فظائع ناجمة عن الصراع المدمر الذي تشهده البلاد منذ 18 شهرا بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن “قوات الدعم السريع بدأت في مهاجمة غلقني في ولاية سنار بوسط البلاد في أواخر يوليو”، مؤكدة أن “مقاتليها أطلقوا النار عشوائيا الأسبوع الماضي على سكان القرية العزل بعد أن قاوموا محاولات اختطاف النساء والفتيات والاعتداء عليهن جنسيا”. وأضافت أن “أكثر من 150 قرويا أصيبوا بجروح”.
وسبق أن وجهت اتهامات متكررة لقوات “الدعم السريع” بارتكاب مجازر واغتصاب وانتهاكات جسيمة أخرى في جميع أنحاء البلاد منذ بدء الحرب في أبريل 2023، عندما تحولت التوترات المتصاعدة بين الجيش وهذه القوات إلى قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى.
وفي وصفهم للهجوم الذي استمر لساعات، قال ثلاثة من السكان لوكالة أسوشيتد برس، إن “مئات من مقاتلي قوات الدعم السريع اقتحموا القرية يوم الخميس الماضي (15أغسطس الجاري)، ونهبوا وأحرقوا المنازل والممتلكات العامة”.
وقال عامل رعاية صحية في المركز الصحي المحلي للوكالة:”الهجوم جاء بعد أن أظهر السكان مقاومة وصدوا هجوما شنته مجموعة صغيرة من مقاتلي قوات الدعم السريع”.
ووفقا لعامل آخر، فقد “تراجعت المجموعة لكن مئات من مقاتلي قوات الدعم السريع عادوا في عشرات الشاحنات الصغيرة المزودة ببنادق آلية وأسلحة ثقيلة”، بحسب ما أكده لوكالة أسوشيتد برس.
وقال العامل الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب الخوف على سلامته، إن “المركز الطبي استقبل حتى يوم الجمعة ما لا يقل عن 80 جثة، منها 24 امرأة وقاصرا”.
بينما أكد أحد سكان القرية، اسمه محمد تاج الأمين، إنه رأى سبع جثث – ستة رجال وامرأة – ملقاة في الشارع ظهر الجمعة.
وقالت الوكالة إن المتحدثين باسم قوات” الدعم السريع” لم يتسجيبوا لطلبات التعليق من أسوشيتد برس، السبت.
وكانت قوات “الدعم السريع” هاجمت في يونيو الماضي، مدينة سنغة، عاصمة ولاية سنار، على بعد حوالي 350 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم.
وقامت القوات بنهب السوق الرئيسي للمدينة واستولوا على المستشفى الرئيسي، ما أجبر الآلاف من المواطنين على الفرار.
علما أن الهجوم الأخير يأتي في الوقت الذي تقود فيه واشنطن جهودا لاستئناف محادثات السلام بين الجيش والقوات.
وبدأت المحادثات، التي قاطعها الجيش، الأسبوع الماضي في جنيف. وحضر المحادثات دبلوماسيون من السعودية ومصر والإمارات والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
ورغم أن قوات “الدعم السريع” أرسلت وفدا إلى جنيف، لكنه لم يشارك في الاجتماعات.
وجاءت محادثات جنيف في أعقاب تعثر المفاوضات التي جرت بين طرفي الصراع في السودان؛ في جولات سابقة استضافتها السعودية في جدة، وفي العاصمة البحرينية المنامة.
كما تأتي المحادثات في توقيت حذّرت فيه المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن البلاد تقف عند “نقطة انهيار” كارثية، وتواجه أزمات عدة تتهدّد حياة عشرات الآلاف.
ووفقا للأمم المتحدة، دفعت الحرب بالبلاد إلى حافة المجاعة، وتسبّبت في مقتل عشرات الآلاف منذ بداية الصراع.