الأب الراحل اشتغل على “حشيشة الكيف”، فما أن وصلت قواته إلى لبنان تحت راية “قوات الردع” حتى ازدهرت زراعة “حشيشة الكيف” في سهل البقاع اللبناني، ومن بعدها اطلق مختبرات لتحويل الأفيون المنتج محلياً إلى هيروين تحت سيطرة الجيش السوري.
الابن تخطّى الأب الراحل، وكل الأنظار اليوم تتجه نحو الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة النظام وقد تحوّلت إلى مناطق الإنتاج الرئيسية للكبتاغون، ومن ثم تسويقها عبر الشبكات التابعة لنظامه، وخاصة من لبنان، وقد باتت مسؤولة عن نقل شحنات هذا المخدر إلى شبه الجزيرة العربية.
ماقبل بشار الأسد، كان بطل كارتل المخدرات هو اللواء علي دوبا، رئيس المخابرات العسكرية، وكان يترأس عملياً هذا “الكارتل”، قبل أن يتم تهميشه من قبل بشار الأسد، الذي خلف والده حافظ في عام 2000، كزعيم مطلق لسوريا.
بدأت دورة ثانية قبل بضع سنوات، وهذه المرة في الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد، وقد تم تعديل العرض في هذه الحالة وفقًا للطلب القوي جدًا على الكبتاغون في دول خليجية، حيث لا يمكن إنكار شعبية هذا الإمفيتامين.
ترافق نزولها إلى جحيم الميليشيات السورية مع ازدهار ورش تصنيع الكبتاغون المحلية، لتزويد المقاتلين بالمنشطات الاصطناعية أولاً، ثم ضمان مصدر عملة أجنبية للقوات المحلية. وفي هذا السياق طور جهاديو داعش صناعة الكبتاغون الخاصة بهم، والتي يتم تهريبها إما إلى تركيا أو إلى المناطق الموالية للأسد. لكن استعادة نظام الأسد للأراضي، بمساعدة كبيرة من سلاح الجو الروسي، وسيطرة الميليشيات الموالية لإيران على الأرض، يضعه اليوم كزعيم بلا منازع للكبتاغون على نطاق إقليمي.. هذا ماتقوله لوموند في تقرير لها، وعلينا أن نصدّق لوموند أقله والسوريون يلتقطون بالعين المجرد حقائق أبطال هذا المنتج، ولكن ما الذي يقوله السوريون؟
السوريون، ومنهم من يقدّم شهادات من يرى بالعين المجردة أنها تتم حماية ورش إنتاج الكبتاغون من قبل جنود سوريين يرتدون الزي العسكري، حتى لو تم تركيبهم في منطقة عسكرية مع تقييد الوصول. تسمح الشبكة المحكمة من حواجز الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد في جميع أرجاء الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام بالتداول السلس لشحنات الإمفيتامين.
تحقيق لـ “لوموند” يعيّن اثنين من مستغلي الحرب سيّئي السمعة بوصفهما الناقلين “المدنيين” الرئيسين لمثل هذا الاتجار: أحدهما، عامر خيتي، تمت مكافأته على خدماته المخلصة بمقعد كنائب خلال “الانتخابات التشريعية” في تموز 2020؛ أما الثاني، فهو خضر طاهر، إذ منحه بشار الأسد وسام الاستحقاق!
أباطرة المخدرات بلاشك يستكملون أحدهم دور الآخر، وهكذا تم تعزيز العلاقات الوثيقة بالفعل بين الدكتاتورية السورية وحزب الله اللبناني بسبب الحاجة إلى تصدير الكبتاغون من لبنان إلى المملكة العربية السعودية، وفي المعلومات، وليس من العقلاني الاستهانة بها، أن العربية السعودية أعلنت غضبها من تزايد عدد مضبوطات الإمفيتامين المموهة بالفواكه والخضروات من لبنان، فقررت فرض حظر على الواردات الزراعية من هذا البلد. ثم عاد النظام السوري إلى الحدود الأردنية التي كانت فور إعادة فتحها في آب 2021 مسرحًا لمحاولات تسلل لشحنات كبتاغون كبرى. حتى إنه تم إسقاط طائرة بدون طيار محملة بالإمفيتامينات بعد مغادرتها الفضاء السوري.
ـ ما الذي اوصل إليه كبتاغون بشار الأسد وأخيه ماهر الأسد؟
إلى عقوبات جديدة، كبّلتها العقوبات، وأضافت مجاعة إلى المجاعة السورية، كما طوّبت البلد للكبتاغون بعد أن كان مطوّبًا للدكتاتورية المشرفة على الفساد والراعية له، وكلّه لابد وينعكس قاتلتً لمن بقي على قيد الحياة في سوريا.
ـ كبتاغون وأوسمة.
أوسمة لكارتل المخدرات.
ثمة إنجاز عظيم ابتكره بشار الأسد متجاوزًا والده.
الاول ملك حشيشة الكيف.
الوارث ملك “الكبتاغون”.
والسوري وحده من “يدوخ”، لامن “التحشيش” ولا من “الكبتاغون”.. يدوخ من المجاعة.