كانت إسرائيل هي العدو، والأمر كذلك، حتى بات عداؤها يعني :
١- توليد انظمة تفتك بشعوبها تحت اسم محاربة إسرائيل.
٢- توطيد جيوش مهمتها النهب والقتل وتسفيه ارادات شعوبها.
٣- إعاقة كل تنمية وطنية طيبة لحساب (كل شيء للمعركة).
وبعد سبعون سنة ثبت باليقين انه ما من شيء للمعركة، سوى المعركة مع الناس، وأضيف لكل ما سبق ماهو أشدّ خطرًا، فقد كان العالم العربي بمواجهة التهديدات الإسرائيلية، وهاهو اليوم تحت وطأة تهديدين أشدهما رحمة، هما أكثر بشاعة من إسرائيل، واكثر طموحًا وتطلعًا منها، وسيضاف للبشاعة والخطورة، ما يشكله هذان العدوان من خطورة لا على الامن القومي العربي فحسب، بل على لقمة الناس / أفكار الناس / ثقافات الناس، وعلى كل ما يتصل بالحق بما فيه حق الإنسان.
أولهماـ تركيا، وهاهي تتمدد في سوريا ليبلغ ما احتلته من أراضي يساوي ضعف ما احتلته إسرائيل.
وثانيهما، ايران، وقد احتلت جزئيًا أوكليًا أربعة دول عربية، وصدرت إلى كل من دولها المحتلة فكرها الأسود، وأقدامها السود، ومالها الأسود، فسودت عيشة أهل العراق، وأهانت أهل الشام، وساقت اليمن الذي كان سعيدًا إلى حالة من البؤس ليس من السهل نهوضه منها، أما عن لبنان، فقد بات بلد الولي الفقية وقد وصف الفقيه بإمام الزمان فيما سبق وبات (الحسين) فيما لحق، وليس من لبناني اليوم يتجرأ ولو مزاحًا أن يقول:
ـ أنا ابن الفينيق.
اثنان تنافسا، وتصارعا، وهاهما الآن يلتقيان، وغبي من يظن أم مشروع الولي الفقيه يتصادم أو يتناحر مع مشروع المرشد العام، مادام الناس في مواجهتهما.
– أمن الخليج قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.
ـ سوريا ولبنان لن يرتاحا من أن يكونا تحت الحراب أو احتياطي حراب.
ـ قتل الحريات ومصادرة طموحات الناس تمتد من تحديد نوع وشكل الصلاة في الجامع الاموي، وتصل حتى اختيار أي نوع سينتقي ابن الشام من بوظة بكداش.
اثنان يتحالفان، ويمتد تحالفهما من أرض الشام وصولاً لمياه الخليج، ولكل منهما أذرعه بما يعبر القارات:
-حكومة رجب الطيب أردوغان، وبعد كل ما مارسته وتمارسه في اعتداءاتها على الحريات وحقوق الانسان في تركيا وممتلكاتها هناك، تهدد أوروبا بإلقاء المهاجرين السوريين في وجه الاوربيين حتى بات اللاجئ السوري قفازاً في يد الأتراك.
-حكومة الملالي تهدد أوربا بالتفجيرات والمخدرات والمال الأسود ورعاية الإرهاب.
من هنا تركيا، ومن هناك إيران، وبعدهما، ما الذي بقي لإسرائيل كي يطلق العرب على الإسرائيليين كلمة أعداء؟
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©