fbpx

ملهم الدروبي.. الطبعة الأخيرة من "الاخوان"

القيادي في جماعة الاخوان المسلمين ملهم الدروبي يدعو السوريين ليكونوا “بشرًا”.. هكذا وبلا تردد، يُسقِط عن السوري صفة البشر، ربما إلى حين يُثبت السوري للدروبي أنه كائن جدير بهذه الصفة، وليكون ذلك، فحسب الدروبي، على السوري أن يكون جارًا طيبًا للتركي، وبالحرف الواحد يكتب في تغريدة على تويتر:”واجب كل انسان أن يحسن إلى جيرانه، وهذا الواجب على السوري واجب مضاعف، فقد بات علينا أن نثبت للبشر أننا بشر”.

وكيف يكون السوري بشريًا؟

مبدئيًا، فقد نزح السوري إلى تركيا فرارًا من الموت الذي رعته الحكومة التركية، تمويلاً وتسليحًا وتدريبًا، وليست الفصائل الراديكالية التي دمرت وفتكت بمصائر السوريين، سوى أذرع تركيا، وليس ثمة من يستطيع نكران حقيقة أن حدودها وعلى طول الحدود كانت معبرًا وممرًا للنصرة وداعش وسواهما من التنظيمات التي أجهزت على الثورة السورية، وحوّلتها من ثورة حرية وكرامة إلى اقتتال أهلي، حصدت منه تركيا دورًا اقليميًا، وسطت عبره على جزء كبير من الاراضي السورية لتجدد احتلالها للأرض السورية بعد مرورو قرن على احتلالاتها الأولى وكان اسكنرون واحد منها.
ـ ومبدئيًا فقد لعبت تركيا بورقة اللاجئين السوريين، وحوّلت لجوئهم إلى قفاز بمواجهة أوروبا، يعلنه أردوغان حيث تتأزم علاقات بلاده بالمجموعة الاوربية ويهدد به، وبالعلن يقولها للأوروبيين:
ـ سأرمي المهاجرين في وجوهكم.

ـ ومبدئيًا، ماحال اللاجئ السوري في تركيا؟
السوري في رحيله إلى تركيا، حمل معه ماله، ومهنته، وكفاءته العلمية، وتراثه الأخلاقي، وما من عابر في أسواق استنبول أو أضنة أو أنقرة، إلاَ ويدرك حقيقة السوري، وكرامة السوري، وكفاءته، وفي كل المعايير الدولية، لم يدخل السوري في تركيا إلى حقل الجريمة المدنية، ولا الجريمة السياسية، ولم يشكل أحياء في المدن التركية تمثل حزام بؤس أو دعارة ومخدرات أو تشوّه المدينة التركية، فكان ضيفًا محترمًا، ومنتجًا، ولم يكن عالة على التركي، وهذه شهادات أجمع عليها الأتراك، ولم تخل محطة تلفزيونية أو وكالة أنباء من تأكيد هذه الحقائق، ولم يشك تركي واحد من جار سوري قط.

تلك حقائق، يعرفها كل من يزور تركيا سائحًا، عابرًا أو مقيمًا، فالسوري يردّ للتركي “الجميل” مضاعفًا، ونقول “يرد الجميل للتركي المواطن”، لا للتركي الحاكم، فالحاكم فخّخ مواطن السوريين، وأحال ثورة السوري إلى كارثة على السوري، وحصد أموال الإغاثة المقدمة من المجموعة الدولية إلى السوري نهبًا وفسادًا، وفوق ذلك أضاف السوري إلى الليرة التركية المنهارة قيمة ربما مثلت انقاذًا في لحظة ما لتلك الليرة، هذا عداك عن معامل السوري التي نقلتها الشاحنات التركية من “حلب” عاصمة الصناعة السورية وتاجها إلى المدن التركية، فما الذي على السوري أن يفعله ليرضي “الباشا ملهم الدروبي”، وليقبله الدروبي ليكون من رعاياه، ويكون “بشرًا”، وهو القيادي الاخواني الذي لعق الفساد، وعاش الفساد، واستثمر االفساد، وكان واحدًا من مقاولي الثورة الفاسدين الذين لا يتشرف السوري بهم، ولا تتشرف الثورة بهم، ولا يتشرف به جار ولا شريك ولا نسيب ولا حتى من كان من سلالته؟

ملهم الدروبي، يشكك في “بشرية” السوري، هكذا، وبكل صفاقة ووقاحة وانعدام شرف وضمير، والسؤال:

ـ لماذا؟ وما الدافع؟ وإرضاء لمن يقول ذلك؟
لا نظنه يقول ما قال إرضاء للجار التركي، فالجار التركي لم يشكك ببشرية جاره السوري، ولا نظنه قال ذلك تصويبًا لاعوجاج أصاب السوري.. قاله لسبب واحد فقط:
قاله من أجل تبرير تلك الإجراءات التعسفية التي تقوم بها الحكومة التركية في الإخراج القسري للسوريين الذين نزحوا إلى تركيا قسريًا.. قاله ليكون تلك الجرافة السياسية التي تفتح الطريق أمام حكومة أردوغان لإعادة السوريين إلى سوريا وتسليمهم للنظام السوري كي يعادود التنكيل بهم.. وتلك هي الحكاية، وقاله:

ـ لأن ثقافته الاخوانية تقوم على التكفير، تكفير الآخر، فإن لم يكن تكفيرًا بالدين، فهو تكفير بالمواطنة، وإن لم يكن تكفيرًا بالمواكنة، فهو تكفير بالعرق، وإن لم يكن تكفيرًا بالعرق، فهو تكفير بالنوع الطبيعي.

وتلك كانت الطبعة الأخيرة من كتاب جماعة الإخوان المتأسلمين.
نعم، ملهم الدروبي هو:

ـ الطبعة االأخيرة من كتاب الفساد الاخواني وسفالته.
تلك هي الحكاية.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى