مرصد مينا
بدأ الأطباء على مستوى الهند اليوم السبت، إضرابا بعد اغتصاب وقتل وحشي لزميلة لهم، في جريمة تسلط الضوء على العنف ضد النساء المزمن في المجتمع الهندي.
وتشير التقديرات إلى أنه سيشارك في الإضراب نحو مليون طبيب، بالتزامن مع غضب عارم في مختلف أنحاء البلاد.
ومنذ الساعة السادسة (بتوقيت العاصمة نيودلهي) صباح السبت، بدأت المستشفيات والعيادات في جميع أنحاء الهند في رفض المرضى باستثناء الحالات الطارئة، حيث بدأ المهنيون الطبيون إضرابا لمدة 24 ساعة احتجاجا على اغتصاب وقتل طبيبة في مدينة كلكتا الشرقية.
وأدى هذا الإضراب إلى شل الخدمات الطبية في جميع أنحاء أكثر دول العالم سكانا (مليار و 440 مليون).
وقالت المستشفيات إن أعضاء هيئة التدريس من الكليات الطبية تم استدعاؤهم للخدمة في حالات الطوارئ، وفقا لوكالة “رويترز”.
ورغم الإضراب، ستستمر أقسام الحوادث في المستشفيات، التي تتعامل مع حالات الطوارئ، في العمل.
واغتصبت طبيبة متدربة تبلغ من العمر 31 عامًا وقتلت الأسبوع الماضي داخل كلية طبية في كلكتا حيث كانت تعمل، مما أثار احتجاجات على مستوى البلاد بين الأطباء، ورسم أوجه التشابه مع حادث اغتصاب جماعي سيئ السمعة وقتل طالبة تبلغ من العمر 23 عامًا في حافلة متحركة في نيودلهي في عام 2012.
وشوهد وجود مكثف للشرطة خارج كلية الطب، حيث وقعت الجريمة، اليوم السبت بينما كانت مباني المستشفى مهجورة، وفقا لوكالة أنباء (ANI) الهندية.
وأيدت ماماتا بانيرجي، رئيسة وزراء ولاية البنغال الغربية، التي تضم كلكتا، الاحتجاجات في جميع أنحاء الولاية، وطالبت بالتعجيل بالتحقيق ومعاقبة المذنبين بأقوى طريقة ممكنة.
وظل عدد كبير من العيادات الخاصة ومراكز التشخيص مغلقة في كلكاتا يوم السبت.
طوابير أمام المستشفيات
وفي ولاية أوديشا، اصطف المرضى في طوابير وكان كبار الأطباء يحاولون إدارة الازدحام، حسبما قال الدكتور برابهاس رانجان تريباثي، المشرف الطبي الإضافي لمعهد عموم الهند للعلوم الطبية في مدينة بوبانسوار.
وأضاف لوكالة رويترز:”الأطباء المقيمون مضربون بالكامل، وبسبب ذلك، يتزايد الضغط على جميع أعضاء هيئة التدريس، مما يعني كبار الأطباء”.
كما اصطف المرضى في طوابير في المستشفيات، وبعضهم لم يكن على علم بأن هذا الإجراء لن يسمح لهم بالحصول على الرعاية الطبية.
ومساء أمس الجمعة، شارك الآلاف في كالكوتا بتجمع على ضوء الشموع استمر حتى ساعة مبكرة من اليوم السبت.
وحمل أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها “الأيادي التي تُعالِج يجب ألا تدمى”. وكُتب على لافتة أخرى “كفى” في تظاهرة أطباء في العاصمة نيودلهي.
وكان عاملون في المستشفيات الحكومية في عدد من الولايات الهندية، علقوا يوم الاثنين الماضي الخدمات غير الطارئة لمدة “غير محدودة” احتجاجا على الحادثة، وأيدت عدة نقابات طبية من القطاعين العام والخاص الإضرابات .
مطالب الأطباء
وطالب الأطباء بتطبيق “قانون الحماية المركزية” الذي يحمي العاملين في مجال الرعاية الصحية من العنف.
وقال رئيس الرابطة الطبية في الهند آر. في. أسوكان في بيان “نطلب تفهّمكم ودعمكم للأمة في هذا الكفاح من أجل العدالة لطبيباتها وبناتها”، ووصفت الرابطة قتل الطبيبة بأنه “وحشي”.
وأضاف “تشكل النساء أغلبية العاملين في مهنتنا في هذا البلد. لقد طالبنا مرارا وتكرارا بسلامتهن”.
وقالت الرابطة في بيان إن “الضحية كانت في نوبة العمل طيلة 36 ساعة في موقع يفتقر إلى أماكن آمنة للراحة. مما تستدعي إجراء إصلاح شامل لظروف العمل والمعيشة للأطباء المقيمين.
90 حالة اغتصاب يوميا
وفي الهند، يعد العنف الجنسي ضد النساء مشكلة واسعة الانتشار، إذ سُجّلت بالمعدل حوالي 90 حالة اغتصاب يوميا عام 2022 في بلد عدد سكانه يناهز مليارا و440 مليون نسمة.
أيضا فإنه بالنسبة لكثيرين، أعادت طبيعة الاعتداء إلى الذاكرة حادثة الاغتصاب الجماعي المروعة التي تعرضت لها امرأة في العام 2012 في حافلة في نيودلهي.
وباتت هذه المرأة رمزا لفشل الدولة “المحافظة اجتماعيا” في التعامل مع العنف الجنسي ضد النساء. وأثار مقتلها تظاهرات ضخمة اتسمت بالعنف أحيانا في نيودلهي ومناطق أخرى حينها.