مرصد مينا – أمريكا
طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» النظام السوري بإطلاق سراح جميع المتظاهرين المحتجزين بسبب تظاهرهم السلمي فوراً، مشيرةً إلى أنّ قوات حفظ النظام السورية ردّت على مظاهرة في مدينة السويداء في 15 حزيران/ يونيو بضرب واعتقال المتظاهرين.
وتأتي مطالبات المنظمة، عقب انطلاق التظاهرات في 7 حزيران/ يونيو، عندما تجمّع بين 50 إلى 100 شخص أمام مركز المحافظة للاحتجاج على تدهور الظروف المعيشية والفساد، ومعالجة الانهيار الاقتصادي في البلاد.
وتعيش سوريا من مطلع 2020 أزمة اقتصادية خانقة بدأت بالتصاعد شيئاً فشيئاً، أفضت إلى انهيار الليرة السورية، وفقدانها لقيمتها ما حرم الناس من القدرة على شراء السلع الأساسية حتى.
وفي تعليقها على ما حدث، قالت الباحثة في «هيومن رايتس ووتش»، سارة كيالي إن الناس «يتظاهرون لأنّهم بالكاد يستطيعون تأمين لقمة العيش. عوضا عن ضربهم واعتقالهم، يجدر بالحكومة أن تركّز على معالجة القضايا الكامنة وراء نزولهم إلى الشوارع مرّة أخرى».
أوضحت «كيّالي» أثناء حديثها: «نظرا للتاريخ الوحشي للحكومة السورية، من المدهش أنّ الناس شعروا بدرجة يأس دفعتهم إلى التظاهر. على الحكومة السورية أن تُدرك أنّ المعارضة ستستمرّ، ما دامت تتابع حكمها الفاسد والقمعيّ».
وردد المتظاهرون الذين خرجوا في 9و8 حزيران/ يونيو الماضي، شعارات تطالب بإسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، وإنهاء التدخّل الأجنبي من روسيا وإيران.
ونقلت المنظمة شهادات عن مشاركين في الاحتجاجات، إن «القوات الحكومية لم تعرقل المظاهرة، لكن بعد انتهائها، اعتقلت جماعة مسلّحة بملابس عسكرية أحد المشاركين من مكتبة قرب مستشفى العناية في المدينة.
وأخبر صديق مقرّب من الشخص المعتقل منظمة «هيومن رايتس ووتش» أنه حتى 25 حزيران/ يونيو، كان مكان وجود المتظاهر المذكور ما يزال مجهولاً.
وقال أحد المتظاهرين للمنظمة: إنهم «حاصرونا واعتدوا علينا، ضربونا بعنف، وكان ذلك شنيعا وغير إنساني، اعتقلوا المتظاهرين بعد أن جُرح البعض منهم، رأيت الشباب يُعتقلون ويُضربون بطريقة همجية. ضربونا بعصيهم وأيديهم وأرجلهم كان عددهم كبيرا».
فيما قالت شقيقة رجل شارك في التظاهرة، إنّ «أخاها أخبرها أنّ عناصر الشرطة ضربوه بعصا على رجليه، وأنّه رأى ثلاثة أشخاص يضربون متظاهرا آخر ويجرّونه إلى باص لقوات حفظ النظام».
وفي محاولتها للتأكد مما جرى قبل كتابة تقريرها، أكدت «هيومن رايتس ووتش» تطابق جميع الشهادات مع مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالبت «هيومن رايتس ووتش» في ختام تقريرها من الحكومة السورية، الإفراج فورا عن جميع المعتقلين على خلفية مشاركتهم بسلمية بالمظاهرات. وعليها أن تُحقّق في الاستخدام المُفرط للقوة ضدّ المتظاهرين وتُخضع المسؤولين عن ذلك للمساءلة.
يُشار إلى الناشطين دعوا في 16 حزيران/ يونيو الماضي، إلى تظاهرة أخرى لكنها أُلغيت بعد انتشار كثيف لعناصر الشرطة و«الشبيحة» وعناصر من «كتائب البعث» في مكان التظاهر، وتهديدهم باعتقال أيّ شخص يخرج من منزله.