مرصد مينا – تركيا
أبدت وسائل إعلام تركية استغرابها من الصمت الرسمي عن موعد نشر أنقرة لمنظومة S400 الدفاعية الروسية، الذي كان مقررا خلال شهر نيسان.
الجانب التركي الرسمي، اكتفى خلال شهر نيسان، بإشارة مقتضبة إلى الموضوع جاءت على لسان الناطق باسم الرئاسة “إبراهيم كالين” خلال لقاء للمجلس الأطلسي وقال خلاله إن بلاده “أجلت نشر المنظومة الروسية بسبب وباء كورونا”، دون أن يعني ذلك “تغييراً جذرياً على المسألة برمتها”.
ومن المتوقع أن يعيد نشر المنظومة التوتر للعلاقات بين البلدين المتوترة أصلا ففي تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أقر مجلس النواب الأمريكي وبأغلبية ساحقة قراراً بالاعتراف بأحداث عام 1915على أنها “إبادة للأرمن” في إشارة رمزية واضحة، كما أقر قانوناً يتضمن فرض عقوبات على أنقرة بنسبة مشابهة، لدرجة أن لجنة الصداقة التركية في المجلس والمكونة من 106 أعضاء صوت 3 منها فقط ضد قانون العقوبات و4 فقط ضد قرار الاعتراف، كما قدم السيناتوران الجمهوري “ليندسي غراهام” والديمقراطي “كريس فانهوللين” في حينه مشروع قرار لمجلس الشيوخ لفرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات تركية إضافة لتفعيل قانون “جاتسا” يضاف إلى ذلك قرار الولايات المتحدة تجميد مشاركة تركيا في مشروع مقاتلات F35 رغم أنها شريك في المشروع وليست مجرد زبون راغب في الشراء.
الجانب الأمريكي، وفي الاجتماع نفسه الذي حضره “إبراهيم كالين” اكد على لسان السفير الأمريكي في أنقرة “ديفيد ساترفيلد” بأن بلاده “وبلغة شديدة الوضوح أبلغت الرئيس اردوغان وكافة المسؤولين بأن الصفقة قد تعرّض تركيا لعقوبات من الكونغرس مثل قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة من خلال قانون جاتسا فضلاً عن عقوبات إضافية، وأن الإدارة الأمريكية لا تملك ضمانات تطمئن مخاوف الحكومة التركية”.
بالمقابل ترى أنقرة أن هذه المنظومة تندرج ضمن حاجة استراتيجية بعد مماطلة الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأطلسيين في بيعها منظومة دفاعية، رغم أنها ألغت عام 2015 صفقة من الصين بضغوط من حلف الناتو بالاضافة لسَحَبَ الحلف بطاريات باتريوت التي كان نشرها على الأراضي التركية.
الولايات المتحدة، بجانبها وكما تؤكد وسائل إعلام تركية، أن المنظومة الروسية تشكل خطراً على أسلحتها الهجومية لا سيما مقاتلات F35، من باب انكشاف أسرارها واستهدافها على حد سواء.
انقرة وفي محاولة منها لتجنب العقوبات الأمريكية، حاولت التواصل المباشر مع الرئيس ترامب الذي تتضمن تصريحاته في العادة لوماً لإدارة أوباما وتفهماً لحاجة تركيا لصفقة إس400، إضافة لإبداء رغبتها في شراء صواريخ باتريوت الأمريكية، فضلاً عن طلبها من واشنطن نشر بعضها على الحدود السورية – التركية وهو الطلب الذي الذي تجاهلته الولايات المتحدة، كما حاولت تركيا مغازلة الإدارة الأمريكية في أزمة كورونا من خلال إرسال مساعدات ومهرهابعبارة منسوبة لجلال الدين الرومي: “ثمة آمال كثيرة بعد اليأس، وشموس عديدة بعد الظلام”.
يشار أن تركيا وقعت صفقة S400 مع الجانب الروسي في العام 2017.