من أضاع سنّة لبنان؟

الأمريكان منحوا ورقة ترسيم الحدود البحرية اللبنانية ـ الإسرائيلية، إلى حزب الله، وكانوا على علم أنه ما من ترسيم دون رضى الحزب إياه، والمملكة العربية السعودية أطلقت وبالتزامن الاحتفال لمناسبة مايزيد عن 30 سنة على “الطائف” وقد بات دستور اللبنانيين.
الخطوة السعودية، جاءت لتقول “نحن هنا”، ولولا ذلك فليس من سبب للاحتفال بمولد الطائف الذي لم يسبق أن احتُفِل به.
المملكة تشاء أن تقول “نحن هنا”، والجزء الأعظيم من اللبنانيين يريدونها في لبنان، على العكس من إرادة معظم اللبنانيين التي لاتفضّل الوجود الإيراني بكل تعبيراته بما فيه حزب الله، ولكن:
ـ كيف تكون السعودية هنا؟
أول شرط لوجود السعودية في لبنان هو تعزيز الوضع “السنّي” في هذا البلد، وقد بات السنّة مابعد اغتيال الحريري الأب، واعتكاف الحريري الابن، باتوا مجموعة متناثرة لامرجعية موحدة لهم، فلا ميقاتي يصلح ليكون اكثر من “جابي أموال”، ولا “السنيورة” يصلح ليكون اكثر من “سارق أموال”، وإضعاف الحريري يعني إضعاف الحاضنة السنيّة والعربية للبنانيين، وبطبيعة الحال لحساب من تبقّى وأول من تبقّى هو “حزب الله” وإيران، فالمعادلة تقول:
ـ أضعف السنّة يستقوي الشيعة.
والشيعية السياسية في لبنان مدعومة بلا منازع من إيران.. مدعومة بالسلاح والخطاب والإعلام، بل بسلاح الاغتيالات، وشغل السعودية على العودة إلى لبنان، لن يمر عبر لاسمير جعجع ولا عبر وليد جنبلاط، ممره الجدي والشرعي هو سنّة لبنان الذين أضاعتهم السعودية بإضاعتها للحريرية السياسية، فالحريرية إن لم تكن لـ “سعد” فلتكن لتيار المستقبل، وهو التيار الوطني الجامع للبنانيين كل اللبنانيين، والممثل الفعلي لسنّة لبنان.
لدى المملكة مشكلة مع الحريري؟
حسنًا، ولكن:
ـ أين مشكلتها مع تيار المستقبل وقد بات متصدّعًا ومفككًا، في لحظة تستدعيه متماسكًا قويًا، بل ووارثًا لعروبة لبنان؟

Exit mobile version