fbpx

من التمدد المذهبي إلى التمدد العسكري: معسكرات إيرانية تنافس قاعدة حميميم في الساحل السوري

لم تكن المحاولات الايرانية لتوسيع نفوذها في الساحل السوري حديثة عهد فهذا النفوذ قديم وقد بدئت ملامحه تتجلى منذ وصول حافظ الاسد الى السلطة في سبعينيات القرن الماضي، حيث تم لاحقا اعتبار العلوية وهو المذهب المنتشر في الساحل والذي ينتمي له حافظ الاسد فرقة من فرق الشيعة الاثني عشرية وهذا ما أسس لنفوذ إيراني جيد في الساحل السوري. وقبل اندلاع الانتفاضة السورية لم يكن هنالك نفوذ عسكري قوي واقتصر ذلك النفوذ على الحالة المدنية كإقامة المدارس والحوزات الايرانية والجمعيات الخيرية مثل (جمعية البستان). ومع بداية الانتفاضة السورية بدأت إيران تنتشر عسكريا في منطقة الساحل السوري وبعدة أشكال منها ما هو منظم ومنها ما هو عن طريق وكلاء على الأرض، ومع دخول روسيا على الخط العسكري في سوريا وافتتاح قاعدة حميميم تقلص النفوذ الايراني بشكل ملحوظ عسكريا في الساحل السوري لكنه استمر بتوسع بشكل كبير في المنطقة مدنيا واجتماعيا. لكن اليوم بدء النفوذ عسكريا بالتمدد من جديد حيث تم افتتاح معسكرات جديدة واجراءات سيادية ايرانية عديدة في المنطقة.

  • التشيع والمراكز المدنية:

واما الجانب المدني لهذا النفوذ فهو متمثل بشكل رئيسي بسياسة التشيع والتي بدئت تنتشر كالنار في الهشيم وسط ابناء الساحل السوري وبتشجيع واضح من النظام السوري. حيث عملت إيران على استغلال اجواء الحرب والفقر بين الناس لنشر افكار المذهب الشيعي بينهم. يقول سعيد وهو طالب جامعي يدرس في جامعة تشرين “أنهم (الإيرانيون) يغرون الناس بالمال ويستغلون الحالة المعيشية الصعبة للسكان من اجل الترويج لأفكارهم الدخيلة على مجتمعنا”. ويؤكد الناشط محمد البانياسي وهو من أبناء الساحل السوري أن للفقر وضيق الحال تأثير كبير على تمدد المذهب الشيعي اذ يحصل المتشيعون على ميزات مالية إضافية. لكن محمد البانياسي لا يرى ان الامر متعلق بالميزات المالية فقط بالميزات السلطوية. اذ يعتبر الشبان اليوم الانتساب للمذهب الشيعي امرا مميزا لهم او يجعلهم مختلفين تماما ومقربين من السلطة أكثر وخصوصا مع استمرار تعلق النظام السوري بإيران عسكريا وكداعم وساند له على أرض المعارك. ويرى الطالب الجامعي سعيد ان اعداد المتشعين بالفترة الاخيرة يتزايد بشكل كبير جدا إذ يقول ( قبل خمس سنوات عندما دخلت الجامعة لم يكن كل هذا العدد من الطلاب متشيعين اليوم لا تكاد تجد شابا واحد من المذهب العلوي لم يمسه تشيع ويمكن ملاحظة هذا بشكل جلي عن طريق لباسهم و طريقة كلامهم و القابهم )  ويضيف الناشط محمد البانياسي ( التشيع ليس حكرا على ابناء الطائفة العلوية الكثير من ابناء الساحل السنة حذو حذوة العلوية باتباع المذهب الشيعي و انما بأعداد اقل ومن لم يتبع هذا المذهب بشكل كلي فقد بدأ يقلده ببعض التصرفات او الكلمات و اضحى لقب  ابو حيدرة  او ابو جعفر من اكثر الالقاب انتشارا بين شباب الشارع السني في الساحل و كل هذه القاب شيعية). لنشر وتثبيت التشيع بين ابناء الساحل السوري عمد الايرانيون إلى إنشاء مراكز مدنية ومدارس دينية لإدارة الامر والجميع سمع مسبقا عن مجمع الرسول الاعظم الذي استخدمته إيران لنشر سياسة التشيع منذ 2006 وكذلك عن جمعية البستان المدارة من إيران لنشر التشيع. يقول أبو عزيز من سكان الساحل السوري عن نشاطات تلك المراكز المدنية والمدارس الدينية (جامع الرسول الاعظم لايزال يمارس نشاطاته بشكل اعتيادي دروس دينية يحضرها أطفال ومسابقات بين الأطفال لتوسيع وتشجيع الحضور بالإضافة لمكتبات ضخمة تحتوي الكتب الشيعية وهو عبارة عن أكاديمية تمنح شهادات مختلفة و تعترف فيها الحكومة السورية) ويضيف أبو عزيز ( لقد بات مجمع الرسول الاعظم من الماضي اليوم الانتشار الاوسع و الذي يجذب متشيعين اكثر هو المدارس الشرعية الايرانية الشيعية المنتشرة في الريف حيث افتتحت في آخر سنتين العشرات منها في كل من (جبلة، حمام القراحلة، عين شقاق، الشامية، البهلولية، بانياس، القرداحة وغيرها). ويؤكد الناشط محمد البانياسي ان نسبة مرتادي تلك الثانويات من النساء أكبر بكثير من الشباب اذ ينشغل الشباب بالمشاركة في الحرب ويتم تشييعهم بطرق خاصة عن طريق الميليشيات الطائفية واما البنات بحسب محمد فخير مكان لتشييعهم هو تلك الثانويات حيث يتم تعليمهن اسس وقواعد المذهب الشيعي وهذا أمر غريب بالطبع على المجتمع العلوي الذي كان يحظر على النساء تعلمهن شؤون دينهم. ويختتم محمد بانياسي حديثه عن تلك المدارس بالقول ليس من الضرورة ان تكون تلك المدارس مرتبطة بمجمع الرسول الاعظم فبعضها يتبع لشخصيات شيعية عراقية او لبنانية او ايرانية وهو مدار من قبلهم وبإشرافهم بشكل شخصي بعيدا عن جناح الحكومات السياسية. وأما عن الجمعيات المدنية التي ساهمت في امتداد النفوذ الايراني في الساحل السوري لابد ان تذكر جمعية البستان التي تدار بواسطة رامي مخلوف والتي اسست في 1999 وكان لها دور كبير في نشر التشيع. يقول ابو عزيز عن تلك الجمعية (كل ابناء الساحل السوري يعرفونها وربما كل اهالي سوريا لقد كانت سابقا مؤسسة مدنية تسعى عن طريق توزيع المعونات الى مساندة النفوذ الايراني في سوريا لقد عملت تلك الجمعية على مدار عشرة سنين بدور استخباراتي كبير اذ كانت عينا للإيرانيين على ابناء الساحل السوري ومع انطلاق الازمة السورية تحولت تلك الجمعية للتشبيح العلني عن طريق تجنيد ميليشيات برواتب شهرية او اقتصار توزيعها للمعونات الاغاثية على المقاتلين المتشيعين). أبو مصطفى اللاذقاني شاب سوري من مدينة الحفة وهو اليوم قيادي في الفرقة الساحلية الثانية التابعة للجيش الحر و العاملة في ريف اللاذقية الشمالي و تحديدا منطقتي جبل التركمان والأكراد اطلعنا في حديثنا معه على الجمعيات الايرانية الناشطة في منطقة الساحل السوري وأكد أن جمعية البستان الاكثر شهرة لكن هنالك العديد من الجمعيات الاخرى مثل الجمعية الجعفرية و التي كان ينحصر نشاطها قبل الانتفاضة السورية بدفن الموتى فقط لكنها اليوم تعد من اهم الجمعيات التي تنشط في الساحل فقط وتقدم دعما ماليا و اغاثيا لأسر قتلى الميليشيات التابعة للنظام والمرتبطة بإيران كما أكد ابو مصطفى ان جمعيات اخرى بأسماء فارسية تنشط في الساحل السوري وتنحصر مساعداتها بأُسر الأجانب كالإيرانيين والافغان والعراقيين و اللبنانيين المقيمين في سوريا وعلى وجه الخصوص منطقة الساحل السوري حيث تقدم لهم دعما لوجستيا وماليا بشكل مستمر، ويضيف ابو مصطفى (ان تلك الجمعيات تتلقى دعما وتبرعات بشكل مستمر من جذور و داعمين لها في ايران او من عائدات التبرعات في المقامات والمزارات الشيعية المنتشرة في سوريا كمقام السيدة زينب في دمشق مثلا). وبحسب ابو مصطفى فان احدى تلك الجمعيات قد اتخذت مؤخرا من مدرسة جول جمال مقرا ومركزا لها حيث تعتبر المدرسة الواقعة في ساحة الشيخ ضاهر في قلب اللاذقية اليوم عبارة عن مكاتب لموظفي الجمعية الإيرانيين في غالبهم بالإضافة الى مستودعات.

  • المواقع العسكرية (مرفأ اللاذقية مقابل قاعدة حميميم):

ويؤكد ابو عزيز ان مدرسة جول جمال ليست فقط مقر لتلك الجمعية انما اصبحت مؤخرا مركز يرتاده اغلب قيادات وعناصر الحرس الثوري والميليشيات المرتبطة معه في الساحل وقال ابو عزيز (نشاهد يوميا اشخاصا عسكريين يتحدثون الفارسية وهم يدخلون ويخرجون الى فناء المدرسة التي يحظر على المدنيين الاقتراب منها ودخولها) ويضيف ابو عزيز (المدرسة اليوم اشبه بمركز تدار منه العمليات العسكرية في المنطقة حيث تدخل اليها. وتخرج منها الارتال العسكرية والشاحنات المغطاة يوميا). أبو مصطفى اللاذقاني قال (كعادتهم الميليشيات الايرانية تحاول قدر الامكان تمويه تحركاتها ومواقعها بهدف تجنب استهداف المعارضة او اسرائيل لها وقد تكون قد جعلت من مدرسة جول جمال مركزا لها، حيث تتوسط المدرسة تجمعا سكنيا ضخما بعيدا عن القطع العسكرية المعروفة، كما ان للمدرسة عدة طوابق انشئت تحت الارض من الممكن أن تستخدمها الميليشيات لتخزين الاسلحة تحت الأرض بعيدا عن الضربات). وبحسب ما حصلنا عليه من معلومات فان مدرسة جول جمال ومواقع اخرى في الساحل السوري كثكنة اليهودية على المدخل الشمالي من مدينة اللاذقية ومواقع اخرى بالقرب من بانياس ترسم حاليا خريطة النفوذ الايراني في الساحل السوري وتعتبر هذه المواقع اهم المواقع التي حافظ الإيرانيون على انتشارهم ونفوذهم فيها حيث تأثر النفوذ الايراني وتقلص كثيرا في السنوات ما بين 2016 إلى بداية 2019 وذلك جراء التمدد الروسي في المنطقة ويؤكد على ذلك الناشط محمد البانياسي والذي قال ( قبل 2016 كان الإيرانيون يتفردون تقريبا بالنفوذ في اغلب مناطق الساحل السوري و مع انشاء قاعدة حميميم و توسع النفوذ الروسي في الساحل الذي يعتبر استراتيجيا وبشكل كبير للروس بدء الانتشار الايراني بالانحسار تدريجيا وقد لوحظ قيام الروس بحل العديد من الميليشيات المحلية المرتبطة بإيران و اهمها (صقور الصحراء) وهي مليشيا كانت تتبع لإيران حتى تمكنت روسيا من حل تشكيلها و اعادة اطلاقه بتبعية روسية في منتصف 2017). ويضيف محمد البانياسي (خلال الثلاث سنوات ما بين 2016 وحتى بداية 2019 كانت فترة للانحسار الايراني في المنطقة، ولكن الروس لم يتمكنوا ابدا من انهاء النفوذ القوي لإيران بفعل الحاضنة القوية لها هناك والتي اكتسبتها عبر المدارس والجمعيات والمال القذر، ونحن نشاهد اليوم عودة قوية لذلك النفوذ في منطقة الساحل). ويؤكد ابو مصطفى اللاذقاني ان الايرانيين بدأوا مع بداية 2019 بإعادة انتشار لهم في عدة مناطق في الساحل وخصوصا تلك القريبة من الحدود التركية ومناطق سيطرة المعارضة شمالا، بالإضافة الى مدينة اللاذقية مع المحافظة على مواقعهم السابقة بالقرب من بانياس جنوبا ويرى ابو مصطفى ان الايرانيين يرغبون في توسعة نفوذهم الى الشمال بالقرب من الحدود التركية بعيدا عن طرطوس ومطار حميميم التي تشهد انتشارا روسيا قويا. ويضيف ابو مصطفى (حالياً وعلى خطوط القتال مع المعارضة في منطقتي الاكراد والتركمان فان اغلب نقاط النظام السوري بيد ميليشيات مرتبطة بإيران بعضهم من الاجانب والبعض الاخر من السوريين، كما ان إيران انشأت في المنطقة قاعدة ضخمة لها وذلك تحت غطاء خفض التصعيد حيث تستمد إيران شرعية قاعدتها في المنطقة اليوم كونها احدى نقاط خفض التصعيد وفق الاتفاق التركي الروسي الايراني). وبينما تزداد وطأة العقوبات الامريكية في تأثيرها على الاقتصاد الايراني ونفوذ ايران في الشرق الاوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص فان إيران تبحث بشتى الطرق عن مخارج لتفلت من تلك العقوبات التي تكاد تودي بالاقتصاد ككل ومع بداية 2019 وفي خطوة ايرانية جديدة لدعم اقتصادها قامت ايران بالسيطرة على مرفأ اللاذقية ، و الحقيقة ان لإيران سيطرة بحرية في سوريا منذ القديم ويؤكد ذلك ابو عزيز احد سكان المدينة الذي يقول ( المتعارف عليه ان في اللاذقية ميناء بحري مشهور وهو الميناء الاكبر لنقل الركاب والحاويات التجارية في المدينة، لكن هنالك ميناء اخر صغير الحجم يقع الى الشمال من مدينة اللاذقية وهو ميناء كان ولا يزل يخضع لسيطرة مباشرة لمليشيات ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري المقرب من إيران، وكانت ايران تستخدم هذا الميناء على الدوام لإتمام نشاطاتها البحرية والعسكرية السرية في المنطقة لكن هذا الميناء صغير جدا ولربما لم يعد يفي بالغرض للقيام بالنشاطات التجارية أو العسكرية الضخمة، وهذا ما دفع الايرانيين لفرض سيطرتهم على الميناء الاكبر في الساحل السوري). وكانت قد انتشرت عبر وسائل اعلامية متعددة منذ مدة وثيقة لأمر اداري موقع من قبل أمجد سريع سليدان مدير الشركة العامة لمرفأ اللاذقية وبحسب ما ذكر في الامر الاداري فان الشركة العامة لمرفأ اللاذقية شكلت لجنة لتدارس موضوع تسليم ادارة المرفأ للجانب الايراني. وقد أكد العديد من سكان اللاذقية ومن بينهم ابو عزيز ان السيطرة من قبل الايرانيين على ميناء اللاذقية قد حصلت بالفعل وان الامر الاداري لا يتجاوز كونه توثيق لعملية سيطرة إيران على المرفأ الاهم في سوريا، وبحسب ابو عزيز فان رؤية وفود ايرانيين او موظفين وحتى عمال ايرانيين بات امرا طبيعيا في الشوارع القريبة من المرفأ وحتى داخله. يرى الناشط محمد البانياسي ان رغبة إيران في السيطرة على المينا لربما تندرج تحت مخططاتها لتفلت من العقوبات الاقتصادية الامريكية بالإضافة للنفوذ الكبير الذي سيحصل عليه الإيرانيون من بسط سيطرتهم على الميناء الاكبر في البلاد غير ابهين بمصير ووضع السكان المعيشي المتهاوي في مناطق النظام جراء سيطرة إيران المعاقبة دوليا على مقدرات بلادهم شبه المنتهية.

  • معبر كسب بوابة إيران الجديدة الى المتوسط

ومع استمرار الضغط الاقتصادي على إيران وعدم تمكنها من التحرك بحرا الى سوريا، وذلك حسب ما تناقلت وسائل اعلام سورية موالية، حيث تحدثت تلك الوسائل عن عراقيل تعاني منها السفن الايرانية وحتى السورية، فان إيران بدئت تبحث بشكل جدي عن بديل بري للطرق البحرية. ولعل أبرز البدائل التي قد تخطر ببال اي متابع هو الطريق عبر العراق والبادية السورية وصولا الى حمص فالساحل السوري. وعلى ما يبدو فان هذا الطريق حتى اليوم غير امن بالنسبة للإيرانيين لعدة اسباب اهمها وجود التحالف الدولي في منطقة التنف الاستراتيجية حيث يعتبر هذا التواجد معيقا بشكل كبير للتحركات الايرانية في البادية السورية وقد حاولت ميليشيات مرتبطة بإيران أكثر من مرة الوصول لتلك المنطقة الا ان رد التحالف الدولي كان قويا وواضحا بعدم الاقتراب وتدمير عدة ارتال لتلك المليشيات في المنطقة. ويضاف الى ذلك انتشار خلايا لتنظيم الدولة في البادية السورية التي تحولت مؤخرا لثقب اسود يبتلع ارتال النظام وإيران التي تتحرك في المنطقة وبحسب ابو مصطفى اللاذقاني فان قتلى لواء القدس الفلسطيني لوحده في تلك المنطقة تحاوز 100 قتيل على يد خلايا تنظيم داعش التي حاصرت مؤخرا رتلا مكونا من عشرات الاليات ومئات العناصر وتسببت بمقتل حوالي 90 مقاتلا من لواء فاطميون المرتبط بالحرس الثوري الايراني. وحيث ان طريق البادية السورية لا يزال خطرا وبشكل كبير على تحركات الايرانيين فقد يكون افتتاح معبر كسب مع تركيا بديلا بريا عن الطرق البحرية وعن طريق البادية ايضا. فبحسب مصادر خاصة من منطقة الساحل السوري فان إيران عملت مؤخرا على زيادة نفوذها بالقرب من جبل التركمان حيث يقع معبر كسب فقد افتتح الإيرانيون في المنطقة المحاذية للحدود التركية عدة مواقع عسكرية لهم وعملوا على ابعاد عدد من قوات النظام غير الموالية لهم في المنطقة. وأكدت المصادر ذاتها ان إيران طرحت ملف ادلب لمفاوضة الاتراك على افتتاح المعبر المذكور، حيث شاركت ميليشيات ايرانية في الحملة الاخيرة للقصف على منطقة ادلب ووضعت شرطا على الاتراك يتمثل بافتتاح معبر كسب مقابل توقف ميليشياتها وعدم مشاركة المليشيات الروسية بقصف إدلب. يقول الناشط محمد البانياسي حول معبر كسب (لم يمض على افتتاح هذا المعبر أكثر من شهرين ولم ترشح الينا اي اخبار بخصوص إذا ما تم افتتاحه بهدف تجاري او عسكري او غيره، ولكن الجميع شاهد بعض رجالات النظام قد توجهوا الى المعبر لاستقبال اللاجئين العائدين من تركيا). ويضيف البانياسي (لقد اعتدنا سياسة التمويه التي تستخدمها إيران في كامل تحركاتها ولا اظن ان المعبر قد تم افتتاحه من اجل العشرات من العائدين بقدر ما تم افتتاحه من أجل أن يكون بديلا للطرق الايرانية للوصول الى بوابة البحر الابيض المتوسط). الخلاصة: يعتمد النفوذ الإيراني في الساحل السوري على عوامل عدة اهمها قدم هذا النفوذ الذي اسس منذ ثمانينات القرن الماضي مرتكزا على سياسة التشيع والمدارس والحوزات والجمعيات الشيعية التي اعتمدت على تجييش الشارع وكسبه لصالح هذا النفوذ. وقد تعاظم هذا النفوذ وتتوج بانتشار عسكري مكثف في بداية الانتفاضة السورية حيث انتشرت المليشيات المرتبطة بإيران على كامل رقعة الساحل معتمدة على تمويل من بعض الجمعيات المرتبطة بإيران. وقد تعرض النفوذ الإيراني لبعض التضييق مع بداية توسع إيران في المنطقة خصوصا بعد انشاء قاعدة حميميم حيث عمدت روسيا على حل بعض الميليشيات وحصر نشاطها في المنطقة خصوصا بعد ان تمكنت من اخراج المعارضة من مناطق استراتيجية قرب سلمى وكسب في المنطقة الشمالية. مؤخرا فقد عاودت إيران اعادة انتشار لقواتها وقوات مرتبطة بها في منطقة الساحل وخصوصا مدينة اللاذقية حيث تسيطر على عدة مواقع داخلها وفي محيطها وفي بحثها عن مخرج من العقوبات الاقتصادية توجت إيران انتشارها في المدينة بالسيطرة على مرفأ اللاذقية رسميا وهو الميناء الاكبر في سوريا. ان اشتداد العقوبات الاقتصادية على إيران والتي فاقمت مسألة تحرك سفنها عبر البحر وصولا الى اللاذقية و مع استمرار الخسائر التي تتلقاها ميليشياتها عبر البادية السورية جراء انتشار داعش وإعاقة التحالف لتلك التحركات دفعت ايران للمساومة على ملف ادلب من اجل افتتاح معبر كسب بين اللاذقية وتركيا حيث ترى ايران في ذلك المعبر بديلا لطريق البادية السورية، فهل نرى قريبا القوافل الايرانية تعبر الاراض التركية و معبر كسب و صولا الى مناطق نفوذها على البحر الابيض المتوسط؟؟! مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى