fbpx

من الفنادق إلى الثكنات المهجورة.. حال المهاجرين

ضاقت بلادهم بهم، وكذا تضيق المنافي، فالمهاجرون سواء من بلدان الشرق الأوسط التي تتآكلها الحروب ومن ثم الدكتاتوريات أو العكس، وكذلك أجزاء من القارة الأفريقية، هؤلاء ربما سيأتي الوقت الذي لا يتبقى لهم فيه من مكان في هذا الكوكب سوى، المقابر، هذا إذا ماتوفرت القبور.

آخر أخبار المهاجرين تأتي من بريطانيا، وتحملها واحدة من كبريات الصحف البريطانية ونعني الغارديان، وفيها (ونعني الغارديان) مقال افتتاحي عن قضية لابد وتشكل نقلة في حياة المهاجرين.

ماتقوله الغارديان أن حكومة التاج لن تعود لاستضافة المهاجرين في الفنادق، بل ستنقلهم إلى مراكز أقل تكلفة مثل “قاعدة عسكرية مهجورة” أو “بارجة حربية” متروكة.

تذكر الصحيفة أن الحكومة تبرر قرراها بأن الفنادق التي يقيم فيها اللاجئون تكلف الخزينة العامة 6 ملايين جنيه استرليني يوميا.. التكلفة باهضة (؟!).

ـ قد يكون الأمر كذلك غير أن ثمة ماهو “غير التكلفة”،فما تكشف عنه الغارديان يقول

إن هناك مغالطة متعمدة تصور للناس أن كلمة فندق مرتبطة دائما بسبل الراحة والفخامة، وما جاء على لسان وزير العدل دومينك راب، عندما تحدث عن إقامة المهاجرين في فنادق فخمة على حساب دافعي الضرائب.

ولكن الواقع حسب الصحيفة مختلف عن ذلك تماما، فالمهاجرون يقيمون في ظروف صعبة ينتظرون الإذن ببدء حياة جديدة ويخشون الترحيل في أي وقت. فالفنادق أقل إهانة من الزوارق أو الثكنات، ولكن الهدف من هذا القرار هو مضاعفة التضييق، وتوفير الأموال يخفي وراءه هدف الردع.

الهدف من تشديد ظروف الإقامة على المهاجرين إذن، يفترض أن يجعل بريطانيا وجهة غير مرغوبة لهم، ولكن لا دليل على صحة هذه الفرضية حسب الصحيفة.

فالحكومة في سعيها إلى إبعاد المهاجرين عن بريطانيا تخطط حسب الغارديان إلى هدم الاقتصاد والتخلي عن الديمقراطية.

وترى أن وجود مهاجرين في الفنادق سببه أن وزراء الداخلية تقاعست عن فحص ملفاتهم وطلبات اللجوء. وتضيف أن مشروع القانون بشأن الهجرة يقترح إلغاء أي طلبات اللجوء التي يتقدم بها أشخاص قدموا بطرق غير قانونية، في غياب طرق قانونية يضاعف عدد الحالات العالقة، ويرفع عدد الطلب على الإقامات.

هذه السياسة تخل بالتزامات بريطانيا تجاه اللاجئين وفق القانون الدولي، ولكن السؤال:

ـ هل ستنجح هذه السياسة في ردع الهجرات؟

لا. ستفشل أيضا في ردع موجات العبور بالزوارق الصغيرة.. قد تحدّ منها ولكنها لن توقفها ولن تنال من أسبابها، فالحروب تتكاثر، والمجاعات كذلك، والعالم يقف اليوم على الحافة، فإهانة اللاجئين لن توقف البشرية من الفرار من أماكن باتت مستوطنات للعبث باللقمة وبالحياة.

يتوقف تدفق اللجوء، حين يتنبّه عالم الغرب الصناعي المثقل بالأموال والمدّخرات، بأن ثمة عالم مواز تفتك به المجاعات وتضاعف من فتكها الحروب.

أنظمة دكتاتورية تودي بشعوبها إلى الهلاك.

السؤال:

ـ ما الذي فعلته هذه البلدان لمناصرة هذه الشعوب؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى