واضح هو التشقق الذي يصيب العلاقات المصرية السعودية وصولاً إلى إطلاق الإعلام المصري نعوتاً بالغة القسوة والتحدي للمملكة، حتى وصل رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الحكومية، إلى أن يعنون مقالته بـ “حجارة اللئام والأنذال” قاصداً المملكة العربية السعودية.
أما جذور الخلاف فتعود إلى الخطابات المصرية التي لا تتوقف والمطالبة بإعانات مالية من المملكة لمصر.
السؤال الذي يطرحه المصريون على حكومتهم، وعلى السيسي شخصياً:
ـ ما الذي يجعل بلد النيل تحتاج إلى مساعدات من السعودية أو سواها؟
وسيزداد السؤال تذمراً وحدة يوم يتابع المصريون أخبار القصور الرئاسية، واستيلاء العسكر على الاقتصاد بالإضافة إلى الفساد الذي ينهش الدولة والذي لايوازيه فساد اللهم باستثناءات قليلة ومن بينها فساد النظام السوري.
ومن يعود لتاريخ مصر سيعثر على نموذجين:
ـ مصر المزدهرة قبل عام 1952، ومصر الطموحة بعد ذلك التاريخ، وفي المقابل، هنالك مصر بواقعها الحالي، أي مصر البطالة، وأزمات الاقتصاد والسياسة ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي لا تنتمي لأي نموذج، ملكياً كان أم جمهورياً.
ـ ما الذي حدث لمصر الثرية ببشرها وإمكانياتها، والتي كانت تُقرض المال وتساعد المحتاج، وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي، مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك، وهي أرض اللبن والعسل؟
الذي حدث هو أن مصر ومنذ 1952 لم تغادر عباءة العسكر.. تلك هي الإجابة باختصار.
حدّة التوتر ترتفع اليوم ما بين مصر والمملكة، حتى وصل الأمر بالسيسي أن يخطب مشيراً إلى السعودية “إن مصر لن تركع إلا لله”، ومن بعدها يطالب بالأرز الخليجي؟
الإعلام المصري يتابع الهجوم على المملكة، وهذه جريدة الجمهورية ترفع الصوت بالقول:” لا يجب على الحفاة العراة الذين ارتدوا أفخر الثياب مؤخراً التطاول على مصر زينة وأم الدنيا، بتاريخها وحاضرها ومستقبلها وحضارتها وانتصاراتها وأمجادها”.
ـ حسناً، إذا حدث وتوافقنا مع مثل هذا الكلام، ألا يليق بنا النظر إليه معكوساً؟
لقد كان الخليجيون عراة حفاة، ولكنهم نقلوا الصحراء إلى المدنية و”ارتدوا” أفخر الثياب”، فما الذي فعله العسكر لمصر؟
نقلوها من حديقة العالم، وسلّة غذائه إلى “بلد العراة الحفاة”.