زاوية مينا
لن يعود “حزب الله” حزب الله، فالنتائج تقول انه لابد وأن يتحوّل إلى “حزب بشر”، الأولوية لـ “مواطنيتهم”، والغلبة لابد وتكون للوطن الذي يعني سفينة كل من فيها مسؤول عن نجاتها وإن لم يكن فالكل غارق معها.
لن يعود كما كان والأثمان أعلى من أن يخوض تنظيم مسلح حرباً بمواجهة أعتى سلاح ابتكرته البشرية لحساب مشروع أعمى على بلاده قبل أن يكون عماء ما بعد تصديره وقد اعتلاه “ولي فقيه”، لا الفقه الشيعي يعترف بـ “ولايته”، ولا زمن اللحظة يتقبّله، ولا الإيرانيون بتنوعهم الإثني، القومي، وبتاريخهم الممتد إلى آلاف السنين يقبلون به، وقد تناثرت جديلات البنات في تظاهرات طالما هتفت بسقوطه.
لن يعود حزب الله، وإن عاد، فالعودة لن تكون لمن يتحزّم بالبندقية استعداداً لحرب خاسرة مخسّرة.. خاسرة لحامل البندقية ومخسّرة للبناني الذي طالما دفع أثمان حروب الغير على أرضه، فإذا ما ارتضى أن يكون حزباً لبنانياً بفائض قوة، ففائض قوّته يستمدها من شرعية الشارع وصوت الناس، لا من الرصاص الطائش، رصاص الاغتيالات الطائشة تلك التي لا تُخطئ أهدافها بدءاً من اغتيالات قادة الفكر من شيعة لبنانيين رسموا للمستقبل لا دفنوا في كهوف الماضي، أو اغتيالات لشخصيات لبنانية حاكت للبنان أبدع الأفكار والقصائد وعمّرت مدنه وفي مدينته، فإن عاد ليكون لبنانياً في شراكة وطنية، فهذا لبنان من سمير جعجع إلى وليد جنبلاط وما بينهما من نبيه بري، لابد ويرحبون، وهاهم اليوم وعلى الشاشات ووكالات الأنباء، في المعلن من التصريحات وفي المسكوت عنه، يرحبون بهذه العودة، ليكون لبنان هو:
ـ لبنان البرلمان.
ـ لبنان الاختلاف ومن بعده الاحتكام إلى الشراكة لا الاستئثار بالقرار.
ـ لبنان بعلبك المهرجان لا لبنان دشم السلاح.
ـ لبنان آخر ابتكارات الموضة، لا لبنان الأكفان.
ـ لبنان جيش فؤاد شهاب، لا لبنان الميليشيا وقطّاع الطرق والزعران.
ولن يعود حزب الله، سوى بعودته مواطناً في سفينة بلد، ربّان إن تجنّب المغامرة والعاصفة، وراكباً في سفينة البلد التي يقودها ربابنة آخرون.
يهتفون بالنصر الإلهي اليوم وما بعد كل ما لحق بالحزب من انكسارات وهزائم؟
ـ حسناً، هو الإدمان.. إدمان لغة الإنكار.
ومع ذلك لابأس، فليهتفوا بما يشاؤون، غير أن كل المؤكد من كل المشكوك فيه هو:
ـ لن يعود “حزب الله”، فإن لم يأكل نفسه سيأكله الآخرون.