ثم يأتي جورج قرداحي لرشق السعودية والإمارات، دفاعًا عن الحوثيين، يأتي ذلك وصاحب “من سيربح المليون”، يعرف بالتمام والكمال أن خشبة خلاص لبنان هي مدّ اليد السعودية أو الإماراتية اليه، فيما الحوثي، لن يزيد لبنان سوى لطميات.
جورج قرداحي فتى الشاشات المدلل، يقول مثل هذا الكلام والمآزق اللبنانية تولد مآزق، وكل استحالة تولد استحالة و :
ـ الموجة تجري ورا الموجة.
وفي الشارع اللبناني، كل أنواع ومشتقات الاحتقان الذي يتلوه الانفجار، فالمؤجل لايحتاج سوى لفتيل اشتعال والفتائل جاهزة.
سمير جعجع ليس الأم تيريزا، فللرجل تراث في الدماء والحرب الأهلية، أما حسن نصر الله، فهو “سيد” على قطعانه، وهاهو يشتغل على فرش عباءته على اللبنانيين بعد أن أعمل خناجره بالسوريين ومن ثم اليمنيين ولاتخلو ساحات العراق من لعناته، وما بينهما لابد وتلتهب النيران في بلد عانى الحرب، ولم يشهد سوى نصف سلام، وآخر أسباب الانفجار كان في دخول غيلان حركة أمل وحزب الله غلى منطقة الطيونة، وكل الشاشات تشهد بحجم الخراب التي أحدثته تلك الغيلان، ليكون الرد على التغول بالتغول، وعلى الدماء بالدماء، ويعود لبنان الى روائح الحرب الأهلية التي امتدت عقودًا بضحايا حصدت نصف شباب لبنان، فيما حصد الشتات النصف الآخر، و.
ـ الإيرانيون يتفرجون على ذراع الولي الفقيه ويشدون من عضد “زلمته ” زلة لبنان الفقيه حسن نصر الله.
ـ الامريكان يتفرجون، وليس ولامن الوارد ولا المرغوب ولا حتى الممكن إن توفرت الرغبة أن نشاهد “المارينز” على الشواطئ اللبنانية ليحمو استقلال لبنان عن إيران.
ـ أما الإسرائيليون فقاعدتهم الذهبية لم تعد تأخذ سوى بالمثل العربي “ناب الكلب بجلد الخنزير”، فليأكل اللبناني اللبناني بعد أن أكل السوري السوري، والعراقي العراقي واليمني اليمني، وبغير هذا لن تكون دولة “الميعاد”.
واللحظة.. سمير جعجع مستدعى الى القضاء العسكري في لبنان، والقضاء العسكري لايرف له جفن بمواجهة نبيه بري أو حسن نصر الله، فسلاحهما أكثر هيبة من القانون، ولحية حسن نصر الله تعلو على العلم اللبناني، والخنادق تحفر على الجانبين، وليس ثمة استبعاد لتلك اللحظة الدموية التي تعيد اللبناني الى الاحتراب مع اللبناني.
تلك لعبة المنتصر الإيراني.. المستجيب المسيحي.. العاطل عن كل شراكة واسمه السني، أمّا الدرزي فمازال يضع رأسه على مخدة الحياد، فيما الوسائد، كل الوسائد ستحترق فيما لو اشتعل لبنان.