من قتل السوري في شارع “تقسيم”؟ جرائم الكراهية ترتفع والسوريون وقودها

موضوع اللاجئين بات موضوعًا شاغلاً كما لو واحد من عناوين العصر الكبرى، ستزداد حدة النقاش حوله بعد الحرب الروسية الاوكرانية، وسيرتفع معه خطاب الكراهية في مواطن اللجوء من مثل لبنان، او تركيا، أو حتى في دول أوربية مضيفة، تخجل في إعلان “الكراهية” وإن كانت تضمرها.. سيكون المثال مايحدث في تركيا، وهو مثال التفتت اليه كبرى المجلات العالمية من حجم “مونيتور”، فقد شهدت اسطنبول وحدها خلال شهر  واحدعمليتي قتل منفصلين لشابين سوريين، نُقلت جثث الشبان إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

جثتين لشابين، قد لايبدو رقمًا هائلاً بالقياس مع عملية عسكرية واحدة، ولكنه سيخفي حجمًا هائلاً من الاحتمالات التي تطال اللاجئين بما يجعل حياتهم جحيمًا بانتظار الجحيم الاكبر.

حوادث كهذه، يتداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، في 14 حزيران، تداولت المواقع مقطع فيديو يظهر مقتل السلطان عبد الباسط جابنة في منطقة تقسيم بإسطنبول، بعد أن طُعن جابنة أمام محله في الحي التركي الشهير.

في 6 حزيران، قتل ستة شبان أتراك شريف خالد الأحمد، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 22 عامًا، في منطقة باغجلار بإسطنبول، وقبل ساعات قليلة من إطلاق النار عليه وقتله، أخبر أحمد أصدقاءه أنه يشعر بالملل من الحياة في باغجلار حيث يقيم ويفكر في العودة إلى شمال سوريا أو حتى العبور إلى أوروبا، وهو حلم بعيد المنال للعديد من اللاجئين السوريين.

وفي هجوم آخر على لاجئين سوريين في تركيا، أصيبت ليلى محمد البالغة من العمر 70 عامًا في وجهها. وأثار الحادث غضبًا واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من السوريين في تركيا عن تضامنهم مع المرأة المسنة.  وأثارت الحادثة أيضًا موجة من الاحتجاج في أوساط المجتمع المدني التركي، حيث أدانت العشرات من منظمات حقوق المرأة وحقوق الإنسان الحادث.

المونيتور نقلت عن لاجئ سوري من دوما بريف دمشق، مقيم حاليًا في منطقة الفاتح في اسطنبول، عن ارتفاع عدد الهجمات ضد السوريين في تركيا. تحدث هذا الشخص باسم مستعار أحمد الغوطاني خوفا من ترحيله.. هذا ماتقوله “مونيتور”.

وتتكرر الحوادث ضد السوريين في كل مكان في تركيا، وخاصة في المدارس وأماكن العمل. وأشار لاجئ سوري إلى أن خطاب الكراهية والعنصرية في أعلى مستوياته حاليا، خاصة من قبل الأحزاب السياسية التي تحرض على اللاجئين السوريين.

قال لاجئ سوري إنه لم يسلم من الحوادث العنصرية في مكان عمله في مقهى في الفاتح.

وقال ملهم عبيد، وهو طالب هندسة يبلغ من العمر 20 عامًا في جامعة غازي عنتاب، ينحدر من ريف حلب ويقيم حاليًا في غازي عنتاب، للمجلة إياها: “قبل أيام قليلة، كنت في طريق عودتي من العمل في مصنع نسيج في المنطقة الصناعية. في منطقة غازي عنتاب، حاول شبان أتراك ضربي لأنهم طلبوا سيجارة وقلت لهم إنني لا أملك أي سيجارة. سألوني إن كنت سورياً. عندما لم أرد، أخرجوا السكاكين. لم أكن أعرف ما يجب القيام به. أعطيتهم كل المال الذي أملكه. كان الأمر مخيفًا جدًا”.

ولدى سؤاله عما إذا كان قد أبلغ عن الحادث في مركز الشرطة، قال عبيد: “لماذا؟ ليتم ترحيلنا؟ أن تكون سورياً في تركيا أصبح جريمة”.

ازداد التحريض ضد اللاجئين السوريين في تركيا وسط تساؤلات حول الهدف من هذا التحريض الذي يهدد استقرار تركيا واقتصادها. في غضون ذلك، تواصل الحكومة التركية اتخاذ قرارات وفرض قيود على السوريين يصفها العديد من المراقبين بأنها وسيلة للضغط على اللاجئين السوريين داخل تركيا.

من بين تلك القرارات، قيدت الحكومة حق السوريين في الحماية المؤقتة والإقامة مع تقييد تواجدهم في بعض أنحاء البلاد، ويبشر تقرير مونيتور بـ “قد تندرج مثل هذه التحركات في إطار استخدام تركيا لقضية اللاجئين السوريين كورقة سياسية في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها العام المقبل”.

هذا في تركيا، وسيكون الوقع أشدًا في بلد مثل لبنان يطالب جزء من “سادته” بترحيل اللاجئين، فيما يستثمر آخر بمصائرهم في الصراع مع نظام الأسد، ومن يتطلع إلى احوالهم في لبنان سيرى بام العين تلك الانتهاكات التي يتعرضون إليها وهي انتهاكات تصل حدّ العبودية والاتجار بلحم البشر.

العالم لابد وينشغل بقضية اللاجئين والسوريين منهم على وجه الخصوص.. العالم لابد وسينشغل بهم وبمصائرهم وبقضيتهم، ووحدهما، النظام الحاكم، ومعارضاته التي تشبهه ليسوا في وارد استرتيجية تطرح السؤال:

ـ وبعد؟

Exit mobile version