أقوى مخلوق على وجه الأرض ليس فلماً كرتونياً لتسلية الأطفال وبناء مخيلاتهم، ولا هو بطل لفيلم أكشن هوليودي إنه حقاً موجود بصفات خيالية، يعيش في الصقيع في 150 درجة تحت الصفر، كما أنه قادر على تحمل حرائق تصل درجة حرارتها إلى 150 فوق الصفر، يتجمد كلياً من ثم يعيش ويحيا حياة طبيعية، يستطيع خوض غمار الحياة في جو يسيطر عليه الإشعاع النووي أكثر مما كان عليه في كارثة مفاعل تشرونبل النووي، فهو يستطيع العيش 25 ساعة عندما يتعرض لإشعاع شبيه بما حصل أثناء الكارثة النووية الأكبر في العالم.
ليس محض خيال فهو موجود على هذا الكوكب قبل أن يوجد الإنسان ومن يعلم ربما تفنى البشرية ويبقى هو، إنه “دب الماء المجهري” أو “الخنزير الطحلبي الصغير”، يستطيع البقاء على قيد الحياة في مختلف البيئات القاسية، ويمكنه تحمل ألف مرة أكثر من الإشعاع النووي من الحيوانات الأخرى، كما يمكنه أن يتحمل حرارة تصل إلى 150 درجة مئوية فوق وتحت الصفر أيضا.
واكتشف العلماء، بحسب دراسة نشرت في مجلة “إي لايف”، أن سبب قدرة دب الماء على كل تحمل هذه البيئات القاسية والعيش فيها، يعود إلى قدرته على صنع “درع بروتيني” يشبه الغيمة، يطلق عليه أيضا اسم “كابح التلف”، وبتحليل هذا البروتين، اكتشف العلماء أنه يرتبط بنواة الخلية التي يحتوي على الحمض النووي، ويعمل على خلق غيمة واقية تحيط به مثل الدرع.
وطور عالم البيولوجيا الجزيئية ” جيمس كادوناغا” وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، 3 طرق مختلفة لتنقية بروتين “كابح التلف” من دب الماء لدراسة كيفية عمله على المستوى الجزيئي.
وقال “كادوناغا” لموقع “ساينس أليرت”: “بات لدينا الآن تفسير جزيئي لكيفية حماية البروتين للخلايا من أشعة إكس”، وأضاف العالم البيولوجي: ” إنه يمكن رؤية أن الدرع البروتيني يحتوي على جزأين، الأول يرتبط بالكروماتين -الاسم الذي يطلق على موطن الحمض النووي في الخلايا-، والثاني يشكل سحابة تحمي الحمض النووي من جذور الهيدروكسيل -مركبات شديدة التفاعل يمكن توليدها في الخلايا عن طريق الإشعاعات المؤينة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي