رفض عبد الله حمدوك منصب وزير المالية الذي عرضه عليه رئيس البلاد “البشير” عام 2018 عندما أفلست حكومته، ليتمكن من نيل منصب رئاسة الحكومة السودانية بعد الإطاحة بعمر البشير، وأدى القسم الرئاسي مساء أمس الأربعاء.
لا بد أن السودان بحاجة إلى من ينتشله من الأزمات الاقتصادية والمالية القوية التي تواجهه منذ سنوات، وربما يكون خبير اقتصادي على رأس الحكومة أفضل وسيلة لتحقيق ذلك.
ولد “حمدوك” في ذات العام الذي حصل فيه السودان على استقلاله، عام 1956 في ولاية كردفان، ودرس الزراعة في جامعة الخرطوم، وحصل على البكالوريوس مع مرتبة الشرف، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد في جامعة مانشستر البريطانية.
ويشغل حمدوك منصب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان والأمين العام السابق للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، عملَ كخبيرٍ اقتصادي وخبيرٍ في مجال إصلاح القطاع العام، والحوكمة، والاندماج الإقليمي وإدارة الموارد وإدارة الأنظمة الديمقراطية المساعدة الانتخابية، وكان قد بدأَ عبد الله حمدوك مسيرته المهنيّة عام 1981 حينما انضمّ للعمل في وزارة المالية حتى 1987، غادرَ بعدها السودان واتجه إلى دولة زيمبابوي ليعملَ في شركة مستشارين خاصة حتى عام 1995 ومن ثم مستشارًا في منظمة العمل الدولية هناك حتى عام 1997، وعُين بعدها في بنك التنمية في ساحل العاج وبقي فيهِ لمدة تقارب الأربعة سنوات قبل أن ينضمّ للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة في أديس أبابا في عدة مواقع حتى أصبحَ نائبًا للأمين التنفيذي، وفي الفترة من 2003 حتى 2008، عمل حمدوك في المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية ثمّ شغل في وقتٍ لاحقٍ منصبَ كبير الاقتصاديين ونائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا منذ عام 2011.
وبحلول عام 2016؛ عُيّن من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كقائمٍ بأعمال الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، وظهر اسم حمدوك في عام 2019 خلال الثورة السودانية التي خرجت ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير وأطاحت به، واعتُبرَ أحد أبرز المرشحين لتولي رئاسة الوزراء في الفترة التي تلي تنازل المجلس العسكري بقيادة عبد الفتاح البرهان عن السلطة.
على موقع التويتر علق مواطنون سودانيون بعد تولي “حمدوك” منصب رئيس وزراء السودان، وغرد “محمد عبده” بالقول أن بلاده ستذكر كثير في الفترة القادمة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك “بسبب أعماله التقدمية التي سنشهدها في أيامنا القادمة، وستكون بمثابة أحجار الأساس التي ستنهض عليها السودان مرة أخرى وبشكل أفضل”.
وكتب عبد الله سليمان على الفيس بوك: “مع علمنا بالصعوبات والمشاكل التي تنظر حمدوك في الفترة الانتقالية نسأل الله ان يعينه ويحقق الخير على يديه للبلاد والعباد”.
في حين علقت إحدى السودانيات “بنت الرفاعي” بالقول: ” و الله الرجل المناسب في المكان المناسب، لنكن عمليين، وقلبنا على البلد، لا بد من كل سوداني أن يضع يده في يد الآخرين للنهوض بالسودان و بناء سودان جديد يقوم علي امان و سلام و حرية، احسن يكون وزير الاقتصاد و المالية، لأنه ممكن يكون له دور كبير و فعال في تحسين وضع السودان الاقتصادي الحالي ؛ لكن لو كان رئيس السودان لن نستفيد من خبراته و مقدراته كخبير اقتصادي”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي