مرصد مينا
نفذت سبع طائرات أمريكية عملية انزال مؤخرا جنوبي مدينة القامشلي السورية أسفرت بحسب تقارير إعلامية عن مقتل راكان الشمري المعروف بـ “ابو حائل”، موضحة أن الأخير جاء قرية ملوك سراي الواقعة إلى الجنوب من مدينة القامشلي ريف محافظة الحسكة السورية. “أتى مع أغنامه” وانخرط بين الناس هناك شيئا فشيئا، من باب أنه “غنّام” (كما يطلق محليا)، ويسعى للنزول في إحدى المراعي، التي تتميز بها المنطقة ذات الأراضي الخصبة. ليتضح فيما بعد أنه قيادي في تنظيم “داعش”، حسب بيان القيادة المركزية الأميركية.
وبينما قال مسؤول في القيادة المركزية للحرة، إن “الشمري” كان مسؤولا عن تسهيل عمليات تهريب الأسلحة، وأن العملية التي استهدفت “دقيقة واستخدمت فيها مروحيات” لم تنشر أي تفاصيل أخرى بشأنه. فيما نقل ذكر موقع الحرة عن صحفيين من المنطقة الشرقية في سوريا قولهم إن الشمري ينحدر من قرية التويمين الواقعة على الحدود السورية-العراقية جنوب منطقة تل حميس، والتي تبعد عن القامشلي مسافة 60 كيلومتراً باتجاه الحدود العراقية، وهي المنطقة التي تقيم فيها قبيلة شمر.
ويبدو : “يبدو أن الشمري ولقبه أبو حائل كان قياديا في داعش ووصل إلى المنطقة الواقعة في جنوب القامشلي ومطارها، بمسافة 15 إلى 20 كيلومترا، وهي الخاصعة لسيطرة الدفاع الوطني وميليشيات أخرى تابعة للنظام السوري” بحسب الصحفي سامر الأحمد.
ومنذ 3 أشهر انتقل إلى قرية ملوك سراي وأخذ منزل وسكن فيه. كانت علاقته جيدة مع أهالي القرية، ومؤخرا أصبح يساعد الأيتام والفقراء من أموال وغيرها. ظهر على أنه شخص غني، وبات يحسن علاقاته مع المدنيين،..، ومنذ منذ فترة قيل إن التحالف اعتقل أناس في مخيم الهول، بينهم أقربائه، وأطلع على محادثات مشتركة خاصة بهم مع أبو حائل، لتكون هذه الحادثة بداية الخيط الذي أوصل القوات الأميركية له.
من جهته يوضح أحمد يساوي وهو عضو في شبكة “صدى الشرقية” الإخبارية المحلية أن “الشمري كان له علاقات مع ضباط الأمن السوري والميليشيات المنتشرة في المنطقة جنوب القامشلي”.
ويقول في هذا السياق: “إن سيارتين من نوع بيك آب نقلت جثته بعد مقتله يوم الخميس إلى جهة غير معلومة”، وأنه “قتل في مكان ودفن في مكان آخر”.علاوة على ذلك، يشير الصحفي السوري، زين العابدين إلى أنه وخلال عملية الإنزال اعتقلت قوات التحالف قياديا بميليشيا “أنصار الأمن العسكري” يدعى “علي الحنوش”، وعنصرين آخرين من “الدفاع الوطني”.
وأضاف بحسب موقع الحرة”: “أبو حائل منتسب منذ عامين لميليشيا الأنصار الرديفة للأمن التابع للنظام السوري، وكان يؤويه علي الحنوش. عملية الإنزال حصلت في منزلين في قرية ملوك سراي، قرب مقرين للأمن والدفاع الوطني”.
وتحمل هذه العملية رقم “13” للتحالف الدولي ضد “داعش” في شمال وشرق سوريا، وذلك منذ منتصف شهر أغسطس الماضي.
وجاءت “كنتيجة لعملية مخيم الهول الضخمة، والتي أسفرت عن سيل معلومات كبير تم استخلاصها من المعتقلين الذين تم أعتقالهم هناك. بعد ذلك اعتقل العشرات من خلايا وممولي التنظيم في الحسكة، والرقة، ودير الزور”، وفق الصحفي زين العابدين.
يشار أنه منذ اغتيال عبد الله قرداش “أبو إبراهيم القرشي”، في فبراير 2022، بدا لافتا تصاعد عمليات التحالف الدولي، والتي باتت تستهدف بشكل أساسي شخصيات من “الصف الأول والصف الثاني” من قادة “داعش”.
وكان أبرز وآخر هذه العمليات تلك التي حصلت، في شهر يوليو الماضي بريف حلب الشمالي، وأسفرت عن زعيم التنظيم في سوريا، ماهر العقال.
من جانب آخر، كانت السلطات التركية قد أعلنت في سبتمبر الماضي، عن اعتقال القيادي البارز في “داعش”، “بشار خطاب غزال الصميدعي”، والذي يلقب بـ”حجي زيد”، وكان من بين الشخصيات “الأكثر احتمالا” لتولي هذا المنصب، خلفا لـ”أبو إبراهيم القرشي”، بعد مقتله في إدلب، بعملية أميركية.