مرصد مينا
تصدر اسم يفغيني برغوجين ومجموعة فاغنر التي يترأسها عناوين الأخبار في كافة أنحاء العالم إثر تمرده على قادئه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من هو يفغيني برغوجين؟
ينحدر قائد مجموعة “فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين، من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، وهي المدينة نفسها التي تعد مسقط رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بريغوجين أدين بالسرقة والاعتداء في عام 1981، وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا. بعد إطلاق سراحه، افتتح مطعمًا تجاريًا في سانت بطرسبرغ في التسعينيات. وبهذه الصفة تعرف على بوتين، نائب عمدة المدينة آنذاك.
استخدم بريغوجين هذا الاتصال لتطوير شركة تموين وفاز بعقود حكومية روسية مربحة أكسبته لقب “طباخ بوتين”. وتوسع لاحقًا ليشمل مجالات أخرى، بما في ذلك وسائل الإعلام و”مصنع ترول” سيئ السمعة على الإنترنت الذي أدى إلى توجيه الاتهام إليه في الولايات المتحدة للتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
ظهر قائد “فاغنر” في إحدى المناسبات، وهو يقدم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليُعرف فيما بعد بلقب “طباخ بوتين”.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن يفغيني بريغوجين، 62 عاماً، يمتلك شركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.
وفقا لتحقيق أجرته مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني، فإن أعمال بريغوجين، ازدهرت في مجال الإطعام وتوسعت بعد إبرام عقود مع الجهات الحكومية مثل المدارس ورياض الأطفال والجيش، لتصل قيمتها إلى أكثر من 3 مليارات دولار.
وكانت تحقيقات صحفية ربطت اسم قائد “فاغنر” بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم “مصنع ترول” في سانت بطرسبرغ، مشيرة إلى أن ذلك المصنع كان ينتج مواد وينشرها عبر الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة السياسية الروسية.
وزعم تحقيق أجراه في العام 2016، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبق روبرت مولر، أن مصنع الترول كان جزءاً من محاولة روسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن قائد “فاغنر” نفى -آنذاك- وجود صلات له بالمصنع. إلا أنه اعترف في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، إبان انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، بمحاولات التأثير على السياسة الأمريكية، قائلا: “لقد تدخلنا في الانتخابات الأمريكية ومستمرون بذلك، وسنواصل التدخل. سنقوم بذلك بعناية ودقة ومهارة وبطريقتنا الخاصة ونعرف كيف نقوم بذلك”.
لسنوات عدة، نفى قائد “فاغنر” علاقته بمجموعة فاغنر، بل إنه رفع دعوى قضائية ضد من زعم أن له دورًا في تأسيسها. إلا أنه اعترف في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، بأنه أسس مجموعة فاغنر، بعد أثبتت أنها واحدة من أكثر الوحدات الروسية فاعلية في الحرب.
وبزغ فجر مجموعة “فاغنر” في العام 2014، بظهورها لأول مرة في شرق أوكرانيا، لمساعدة الانفصاليين المدعومين من روسيا في السيطرة على الأراضي الأوكرانية، لتبدأ رحلتها في المشاركة ببعض الصراعات حول العالم.
في بيان أصدره مكتبه، قال: “قمت بتنظيف الأسلحة القديمة بنفسي، وقمت بفرز السترات الواقية من الرصاص شخصياً ووظفت متخصصين يمكنهم مساعدتي في ذلك. كان ذلك في 1 مايو/أيار 2014، حينها ولدت مجموعة وطنية وهي التي أصبحت فيما بعد تسمى كتيبة فاغنر”.
ووقف قائد “فاغنر” إلى جانب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في انتقاد ألكسندر لابين، أحد كبار الجنرالات الروس، وسخر منه لإخفاقاته في أوكرانيا.
لعبت مجموعة “فاغنر” دورًا واضحًا بشكل متزايد في الحرب الأوكرانية؛ وخاصة بعد أن “عانت” القوات الروسية النظامية من الاستنزاف الشديد وفقدان الأراضي، بحسب “أسوشتد برس”.
وفي وقت لاحق، قام بريغوجين بجولة على السجون الروسية لتجنيد السجناء المحكومين للقتال في أوكرانيا، بل إنه شجع السجناء على الانضمام للقتال، قائلا إن المجتمع سيحترمهم.
وفيما وعد السجناء بأنهم سينشرون في الخطوط الأمامية بأوكرانيا لمدة ستة أشهر وبعدها سيكونون أحراراً للعودة إلى ديارهم وبسجلات جنائية نظيفة، حذرهم من ارتكاب جرائم جديدة، قائلا: “لا تشربوا الكحول، لا تتعاطوا المخدرات، لا تغتصبوا.. كونوا منضبطين”.
وفي مقابلة بثت لاحقا، قال قائد “فاغنر” إنه جند 50 ألف محكوم عليهم، قُتل منهم حوالي 10 آلاف في باخموت؛ مشيرًا إلى أن لديه 35 ألفًا على الخطوط الأمامية في جميع الأوقات. ولم يذكر ما إذا كانت هذه الأعداد تشمل المدانين.
الولايات المتحدة قدرت أن “فاغنر” كان لديها حوالي 50 ألف فرد يقاتلون في أوكرانيا، بما في ذلك 10 آلاف متعاقد و40 ألف مدان. وقال مسؤول أمريكي إن ما يقرب من نصف القوات الروسية التي قُتلت في أوكرانيا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعددها 20 ألف جندي، كانت من قوات “فاغنر” في باخموت، كما تقدر واشنطن أن “فاغنر” تنفق حوالي 100 مليون دولار شهريًا في القتال.
ادعى بريغوجين أن لقواته الفضل الكامل في الاستيلاء على بلدة سوليدار لتعدين الملح في منطقة دونيتسك في يناير/كانون الثاني الماضي، واتهم وزارة الدفاع الروسية بمحاولة سرقة مجد “فاغنر”. واشتكى مرارا من أن الجيش الروسي فشل في تزويد “فاغنر” بالذخيرة الكافية للسيطرة على باخموت وهدد بسحب رجاله.
وسجلت القوات التي يُزعم أنها متعاقدة مع شركة “فاغنر” في أوكرانيا مقطع فيديو كالوا فيها الاتهامات لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، الجنرال فاليري غيراسيموف.
وتقول “أسوشتد برس”، إن شكاواه المتكررة لم يسبق لها مثيل في النظام السياسي الروسي؛ فلا يستطيع سوى بوتين توجيه مثل هذه الانتقادات.