مرصد مينا
شهدت عدة مدن حول العالم أمس واليوم الأحد تجمعات احتجاجية واسعة شارك فيها عشرات الآلاف ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، حيث أطلق المتظاهرون حملة مناهضة للسياسات الاقتصادية التي وصفوها بأنها تضر بالطبقة العاملة وتقوض الديمقراطية.
هذه المظاهرات، التي جاءت بعد تطبيق ترامب لزيادات ضخمة في الرسوم الجمركية على معظم الدول، تعتبر الأولى من نوعها منذ بداية ولايته الثانية، حيث أسفرت سياساته عن خسائر فادحة بلغت نحو 2.5 تريليون دولار في القيمة السوقية لبورصة وول ستريت.
وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة والعالم، حيث تصدرت مسيرة “ارفعوا أيديكم” التي انطلقت في أكثر من 1000 مدينة وبلدة أمريكية، مطالبين بوقف سياسات الرسوم الجمركية الصارمة التي فرضها ترمب، وتجميد عمليات تسريح العمال في الحكومة الفيدرالية، بالإضافة إلى إنهاء سياسة ترحيل المهاجرين الشرعيين.
في واشنطن، كانت أكبر التجمعات، حيث حمل المشاركون لافتات تعبر عن استيائهم من الإدارة الحالية، مثل “طيور البطريق ضد الرسوم الجمركية”، و”أرسلوا ماسك إلى المريخ”، و”اجعلوا خطة تقاعدي عظيمة مرة أخرى”.
وفي الخارج، تجمعت الحشود أيضاً في مدن مثل لندن، ولشبونة، وباريس، واحتجوا أمام صالات عرض تسلا في برلين، حيث أصبحت الشركة جزءاً من الاحتجاجات ضد ماسك بسبب استثماره في “وزارة كفاءة الحكومة” التي أُنشئت في إطار سياسات ترمب.
وتركزت الاحتجاجات في الولايات المتحدة، على القضايا الاقتصادية، مثل تراجع سوق الأسهم والتأثيرات السلبية للرسوم الجمركية على الطبقة العاملة.
وفي كلمة له، قال أحد المتظاهرين في واشنطن، بيتر، الذي جاء من ولاية ماريلاند، إن الاحتجاج هو رد فعل على ما وصفه بـ “الهجوم على الديمقراطية” من قبل ترمب وماسك.
وأضافت مايا، من سكان واشنطن، أنها تحتج على “حكم الأقلية المليارديرية” وتأثيره السلبي على الطبقات الفقيرة.
ورغم أن الاحتجاجات شهدت دعماً من جماعات مناصرة لحقوق الإجهاض وتغير المناخ، إلا أن التركيز الرئيسي كان على القضايا الاقتصادية التي تهدد استقرار الطبقات الوسطى.
وقد دعا المشاركون في التجمعات، بما في ذلك النائب الديمقراطي جيمي راسكين، الكونغرس الأمريكي إلى استخدام صلاحياته في معارضة سياسات ترامب الاقتصادية، مؤكدين أن الرسوم الجمركية المفروضة هي “غير قانونية وغير دستورية” وأنهم سيسعون لتغيير هذا الوضع.
