مرصد مينا
التصعيد التركي على الحدود الشمالية السورية، والمستهدفة لمواقع “قسد” تصاعدت، وجاء التصعيد عبر المسيّرات التي تطير على مدار الساعة لمراقبة المنطقة، وكذلك عن طريق القصف المدفعي، بالتزامن مع تحرّكات عديدة موازية على الأرض وأبرزها معبر الحمران، بوابة النفط السوري الذي تقوم «قسد» بتهريبه إلى مناطق نفوذ الفصائل و«هيئة تحرير الشام» في إدلب. كذلك، جرى إغلاق معبر جرابلس الحدودي مع تركيا، في وقت بدأت فيه قوات «قسد» عمليات تحصين لمواقعها، بالإضافة إلى تطبيق تعليمات خطة أمنية عاجلة تمنع التحرّكات المكشوفة، وتحظر انتقال القياديين عبر آليات يمكن مطاردتها. في هذا التوقيت أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم)، في بيان، وضع «السرب 94 الجوي الذي يضمّ طائرات من نوع F22 Raptor تحت سلطة القيادة الأميركية الوسطى (الشرق الأوسط)، لتأمين التفوّق الجوي الأميركي في المنطقة.
وفي وقت لم تتسرّب فيه أيّ معلومات دقيقة عن خريطة الطريق التي أعلن نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إعدادها بخصوص تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، من المرتقب أن يتمّ طرْحها خلال لقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية على هامش اجتماع «مسار أستانا» في كازاخستان، والمقرّر الأربعاء المقبل. وفي هذا السياق، تُعتبر ثنائية الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة والفصائل المدعومة من تركيا (بما فيها هيئة تحرير الشام) القضيّة الأبرز في المباحثات السورية – التركية، إذ من جهة، تتمسّك دمشق بخروج القوات التركية من سوريا وقطع تمويل ودعم الفصائل، في وقت تحاول فيه كلّ من موسكو وطهران الدفع نحو تعاون ينهي الملفَّين معاً عبر إعادة سيطرة الحكومة السورية على الحدود.
كل هذه المؤشرات تقول، أن البوابة السورية / التركية، لابد وتكون مغلقة إلى وقت غير معروف، أما مارتبته القمة العربية والتي تقول بـ “الخطوة مقابل الخطوة” قد باتت في الوضع الصعب، فالعسكر قد تعود ثانية إلى المنطقة ومعها سيكون بديل “الخطوة خطوة، ديمومة الاشتباك”، وهو تمر سيقود إلى إطالة المعضلة السورية، واطرافها اليوم، النظام الذي لم يتزحزح قيد أنملة عن عنجهيته، والأتراك الذين يعودون إلى ساحة الميدان مرة أخرى في الطريق إلى قضم الشمال السوري، والقوات الكردية “قسد” التي تستمد قوتها من الداعم الامريكي، وفي الملعب “جبهة النصرة” التي لابد وتستثمر في هذا الصراع وقد وضعت يدها على ادلب.
المسألة السورية ستطول وما من نافذة واحدة تضيء طريقاً نحو الحل، وعلى ضفة هذا النهر لابد وثمة من ينتظر وصول الجثث.
ـ السؤال اليوم:
ـ من ينتظر الجثث العائمة على سطح نهر هذا الصراع الذي سـ “يتجدد”؟