مرصد مينا – سوريا
من المتوقع أن يشهد مجلس الدولي مواجهة أمريكية روسية جديدة بشأن سوريا، على خلفية اعتزام واشنطن طرح مشروع قرار ضد النظام السوري يستند إلى تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي يشير إلى مسؤولية نظام الاسد عن الهجمات الكيماوية، الأمر الذي ترفضه موسكو.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، إن روسيا لن تسمح بتبني مجلس الأمن الدولي لقرار بشأن سوريا، تم وضعه على أساس تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشيرا في كلمة بمجلس الاتحاد الروسي، أن موسكو تعتزم العمل مع الدول الأخرى في هذا الموضوع.
ولم يستبعد فيرشينين، أن يقترح الجانب الأمريكي بالتبني على أساسه “القرار غير مقبول على الإطلاق” حول الأسلحة الكيميائية ضد سوريا.
الدبلوماسي الروسي شدد، على أنه “من الواضح إلى أين سيقودنا مثل هذا القرار. لا يمكننا أن نسمح بصدوره، ولا يمكننا أن نوافق على ذلك. سنعمل بنشاط مع الدول الأخرى، لمنع الأمريكيين من الحصول على الأغلبية في مجلس الأمن الدولي”.
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من جهته كان قد اكد في نيسان الماضي أن سوريا لا تزال تمتلك ترسانة ذخائر كيميائية والمواد اللازمة لإنتاجها. ولفت إلى أن الولايات المتحدة تدين استخدام الأسلحة الكيميائية على النحو الذي أفادت به منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتطالب بأن توقف الجمهورية العربية السورية على الفور كل تطوير وتخزين واستخدام للأسلحة الكيميائية.
وكانت 4 صحف عالمية على نسخة حصرية من تقرير لمنظمتين غير حكوميتين يكشف “الحيل” التي استخدمها النظام السوري “للالتفاف على اتفاق تفكيك ترسانته الكيميائية” والاحتفاظ بـ”قدرة هجومية”.
وقالت صحيفة “لوموند”، التي حصلت على نسخة من التقرير بالإضافة إلى “واشنطن بوست” و”فايننشال تايمز” و”سودويتشي تسايتونغ”، اليوم الثلاثاء إن “منظمتين غير حكوميتين معروفتين لمكافحة الافلات من العقاب في النزاع السوري هما أوبن سوسايتي جاستس انيشاتيف وسيريان أركايف سلمتا عدة هيئات تحقيق وطنية ودولية تقريراً مفصلاً ودقيقاً حول سير هذا البرنامج” لانتاج الأسلحة الكيميائية “الذي تسبب بمقتل مئات المدنيين منذ 2011″، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء التقرير في 90 صفحة بعد “عمل استغرق ثلاث سنوات” و”يكشف كيف سخرت سلطات دمشق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الهيئة التي يفترض أن تفكك الترسانة الكيميائية السورية”.
التقرير استند إلى “تحليل مصادر والاستفادة من معلومات مصدرها سجل للأمم المتحدة” و”شهادات حوالى 50 موظفاً سورياً انشقوا في السنوات الماضية”.
وأضافت الصحيفة أن “معظم هؤلاء كانوا موظفين في مركز الدراسات والأبحاث العلمية، الهيئة الرسمية المكلفة تطوير الاسلحة السورية التقليدية وغير التقليدية”.
مصادر التقرير تكشف “الحيل التي يلجأ إليها النظام السوري لتضليل محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والحفاظ على قدرة دفاعية في المجال الكيميائي” عبر عمليات “مطاردة واعتقال وفي بعض الحالات تصفية موظفين مشبوهين وإنشاء شبكة سرية لاستيراد منتجات تدخل في تركيب غازات أعصاب” بحسب الصحيفة الفرنسية.
وفي أغسطس 2013 تسبب هجوم بالأسلحة الكيميائية نُسب إلى النظام السوري على مناطق المعارضة قرب دمشق بمقتل أكثر من 1400 شخص وفقاً للولايات المتحدة.
واعتبر الرئيس السابق باراك أوباما هذا الهجوم تجاوزاً للخط الأحمر، لكنه تراجع عن توجيه ضربات عقابية وأبرم مع روسيا اتفاقاً لتفكيك الترسانة السورية الكيميائية.
ووقع هجوم كيميائي ثان بغاز السارين نُسب إلى النظام السوري في 4 نيسان 2017 في خان شيخون بين دمشق وحلب وأسفر عن مقتل ثمانين مدنياً.