اختراق دبلوماسي بالغ الأهمية، اما الاختراق فهو مكالمة هاتفية مابين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنجيب ميقاتي رئيس وزراء لبنان.
الاختراق مهم كونه “كرّس ميقاتي الشخصية اللبنانية السنيّة الأولى”، و “لم يلتفت إلى رئيس الجمهورية ميشال عون”، ومن بعده كان البيان السعودي ـ الفرنسي الطويل المتعلق بلبنان، والذي يمكن قراءة كل ما فيه قراءة سريعة دون وضع خطوط حمراء تحت كلماته باستثناء:
ـ حصر السلاح بين الدولة اللبنانية، ووقف أنشطة المخدرات.
من جهة وقف أنشطة المخدرات فالمسألة كل المسألة قد تكون بعهدة شرطي على الحدود، اما من جهة “حصر السلاح بيد الدولة” فذاك هو الإعجاز.
الإعجاز هو في الطلب من رئيس الحكومة “العاجز” عن عقد اجتماع لوزرائه، من عقد صفقة تخرج سلاح حزب الله من كمائنه ومستودعاته، فحزب الله وقد سطى على لبنان، سطى بـ “سلاحة” لا بعروض الأوبرا ومنتجات السمفوني، واستقوى على اللبنانيين بسلاحه لا بفضائله، وامتد ليتحوّل إلى قوّة إقليمية كونه واحد من ستة جيوش من جيوش الولي الفقيه، وقد يكون اقواها بعد غياب قاسم سليماني، وهو الحزب القادر على إشعال لبنان في الوقت الذي يشاء وفي الكيفية التي يريدها، لا بمشيئة الله، ولكل هذا معنى واحد وهو أن الرئيس نجيب ميقاتي “بلا حول ولاطول” امام البيان السعودي ـ الفرنسي، دون أن ننكر عليه أنه فاز بالرضى السعودي والدعم الفرنسي، وهو مالم يتحّصل عليه سعد الحريري، ابن السعودية وحامل جنسيتها، وابن الحليف التاريخي للمملكة الذي عمّر بمال المملكة وضرب بسيفها، لياتي اغتياله على يد خصوم المملكة والناكرين لمالها ودعمها، وقد يكون بشار الأسد ضليعًا إن لم يكن بالمتفجرات فبعرقلة الوصول إلى مفجريها.
البيان السعودي ـ الفرنسي، المعلّق على هذا الشرط، لن يقدّم ولن يؤخر في المعضلة اللبنانية، فالبلد مستولى عليه، وإذا كان من تأثير ممكن، فقد يكون رهنًا بالحوار الامريكي ـ الإيراني، ومنعكساته على العلاقات السعودية الامريكية، فإن قاضت هناك ستفيض في لبنان، وإن غارت هناك فستغار في لبنان.
لا حزب الله يمتلك القدرة او الحق في إحالة سلاحه إلى المستودعات، فهذا شأن الولي الفقيه، ولا الرئيس ميقاتي قادر على إرسال دورية مؤللة من مخفر برج البراجنة لمصادرة هذا السلاح.
البيان السعودي ـ الفرنسي، بيان لراحة نفس موقعيه ليس أكثر من ذلك.
راحة أنفس اللبنانيين تحتاج إلى قيامة.
لا قيامة “المهدي المنتظر”، لا:
قيامة اممية تقول للإيرانيين:
كفّوا عن سمومكم، البشر تبحث عن الخبز لا عن السموم.