ميليشيات العراق الإيرانية تهدد الأمريكان

يبدو أن الرفض الأمريكي للانسحاب من العراق بات بحكم الواقع، نظرًا لصعوبة الزمان والمكان المرتبط بقرار كهذا خصوصاً لو أجبرت واشنطن على اتخاذه بسرعة ودون حسابات خاصة، ولذلك كله باتت القيادات العراقية ” الشيعية الموالية لإيران” تتعامل مع مطالبها – ومطالب طهران من وراءها – بانسحاب القوات الأمريكية بمنطلق تكتيكي يستهدف تحقيق مختلف المصالح والأرباح لتك الميليشيات وداعميها.. ويفهم ذلك في ضوء تصريحات الزعيم الميليشياوي ” قيس الخزعلي” قائد ميليشيات عصائب أهل الحق.
وقال قيس الخزعلي، مقابلة مع تلفزيون “العهد” مساء يوم السبت، إن خيار الرد العسكري على القوات العسكرية الأمريكية في العراق لا يزال قائما، وأضاف الخزعلي في مقابلته: “أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاوزت كل الخطوط في العراق، وأن اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس جريمة كبرى”.
وتبجح القيادي الشيعي حول أسباب تأجيل الصدام حتى اللحظة مع القوات الأمريكية فقال: “إن تأجيل عمليات المقاومة ضد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق تم بضغوط من شخصيات سياسية عراقية، وأبرزهم هادي العامري ومقتدى الصدر”، حيث أشار إلى أن “قرار إخراج القوات الأمريكية قرار شيعي بامتياز”.
واعتبر الخزعلي: “إن خيار المقاومة لم يأت إلا بعد أن رفضت الإدارة الأمريكية الانسحاب من العراق، وهذا من حقنا كفصائل مقاومة”، وأراد الخزعلي رفع الحرج الرسمي عن الحكومة العراقية والمسؤولين الرسميين العراقيين فأوضح أنه لن يتم استخدام “قوات الحشد الشعبي” والقوات العراقية في مقاومة القوات الأمريكية.
وشدد الأمين العام لـ “حركة عصائب أهل الحق” على أن فصائل المقاومة ليست بحاجة إلى “الحشد الشعبي” عندما يكون القرار موجودًا، حيث قال “وضع فصائل المقاومة الآن أقوى بكثير كمًا ونوعًا وعددنا وصل إلى عشرات الآلاف وإمكانيات صواريخنا كبيرة جدا فضلا عن معدات عسكرية أخرى”.
ولإسقاط الذريعة من يد القوات الأمريكية، أكد الخزعلي أن استهداف مبنى السفارة الأمريكية يشكل إحراجا للحكومة العراقية ويعطي الجانب الأمريكي ذريعة لحمايتها، ونحن نستهدف الوجود العسكري الأمريكي في القواعد العسكرية حاليا، ليهدد بأنه إذا احتجزت الإدارة الأمريكية الأموال العراقية، فسيتم استهداف المصالح الاقتصادية الأمريكية.
وحدد الخزعلي موقفهم من رئيس الوزراء القادم والشرط الذي يضعونه أمامه، في ختام حديثه بالقول: “نريد انسحابًا فوريًا للقوات الأمريكية من العراق وهذا شرطنا لرئيس الوزراء الجديد وعليه أن يستجيب لقرار الشعب”.
وقال الخزعلي، إن “الجانب الأمريكي أرسل جواب غير معلن استعداد قواته للانسحاب بعد سنة وشهرين وقد تكون تلك المدة حسابات للانتخابات الأمريكية”، وأضاف: “نحن لم نثق بذلك الوعد لأنه غير رسمي والقرار الأمريكي تابع للمصلحة الاسرائيلية، ونؤكد أن الانسحاب فوري دون تأجيل وشرطنا على رئيس الحكومة المكلف محمد توفيق علاوي، العمل على الانسحاب وهو شرط الشعب العراقي وكل شخص”. 
Exit mobile version