مرصد مينا
إن لم يحكم سيعطّل، وتلك “راية” حزب الله، ليس على مستوى الرئاسة في لبنان فحسب، بل على كل ما يتصل بحياة لبنان، من خبزه إلى سابحات شواطئه، وهذا ما حدث بالأمس بعد أن خابت آماله في إيصال مرشحه سليمان فرنجية إلى الاكثرية النيابية، ولابد سيكون هذا الحال في الغد ومع كل غد يتصل بلبنان، وبالنتيجة فقد بات لبنان مُختَطف من حزب الله، فإن لم يُختَطف بالسلاح يختَطف بـ “التعطيل”، دون نسيان تلك الصلافة التي يتعامل معها مع اللبنانيين أسوة بأي احتلال، ونموذجه الاحتلال السوري يوم كان قرار اللبنانين يتخذ في “عنجر”، ويوم كان غازي كنعان يأمر فيطاع، وهذا الحال لابد من أن يأخذ لبنان إلى اللاخيار، فلا الاحتراب الاهلي قراراً ولا ديمومة التعطيل ممكنة، ولا تغيير الحال وارد مادام السلاح على الطاولة، ومادام الراعي الإيراني يصبّ ماله على حزب الله، فيما يصبّ غيظه على لبنان “الحريات”، ولبنان “المدنية”، ولبنان خارج “المربع الأمني” لهذا الحزب وقد بات من أسوأ أقدار لبنان، البلد الذي طالما رغب بأن يكون سويسرا الشرق الأوسط فرسم له أن يكون “كابول الشرق الاوسط”.
التيار الوطني الذي تحوّل عن حزب الله، مازل “ذيله” في يد الحزب وإن كان قد فلت الرأس من يد الحزب، وبقية القوى بدءاً من القوات وصولاً لوليد جنبلاط يعرفون بالتمام والكمال بأن أصابع حزب الله على الزناد وليس بعيداً ذاك اليوم الذي تنزل فيه “القمصان السود” إلى الساحات ومنها إلى “٧ أيار” جديدة إن لم يفز مرشحها بالانتخابات، فيما الصنبور مازال في يد نبيه بري، حليف حزب الله، وربيب الولايات المتحدة، وقد امسك العصى من وسطها ليلوّح بها في اللحظة الفاصلة لحساب خصم الولايات المتحدة، حتى بات نبيه بري هو ممتلك الصافرة الوحيد في الصيغة اللبنانية، ما يعني أن لقبضته ما يتجاوز قبضة الدكتاتور، ولكنه الدكتاتور الناعم، الذي يحلو له في لحظة ما، أن يمارس القوة الخشنة، ومن اكثر لحظات لبنان خشونة استمرار الفراغ الرئاسي الذي يعني تسليم البلد إلى احتمالات الفوضى، في بلد إن انفلت لابد ويتحوّل إلى صومال.
لبنان اليوم مهدد ببقائه على الخارطة أو زواله منها.
حزب الله يشتغل على زوال لبنان، فيما نبيه بري يرسم طريق الزوال.
لعبة يتقنها من يشتغلون على الخراب، ذلك أن خلاصهم في الخراب، ومتى يأتي الخلاص؟
ـ يوم يأتي الإمام الغائب من بين الركام.