دافع النائب في مجلس النواب اللبناني عن التيار الوطني الحر “زياد أسود” عن العميل الإسرائيلي السابق وآمر السجون الإسرائيلية جنوب لبنان “عامر الفاخوري” الموقوف لدى السلطات اللبنانية.
وكتب “أسود” تغريدة على موقع تويتر داعياً فيها إلى اسقاط التهم الموجهة للعميل بالتقادم بعد مرور أكثر من عشرين عاماً عليها، مضيفاً: “لقد سبق وتمت المصادقة على اقتراح قانون للعفو واتبع بمواقف علنية سياسية من الأحزاب كافة في مجلس النواب وعلنا”.
تغريدة عضو التيار الوطني الحر الذي يترأسه وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل”، واجهت انتقادات واسعة في الشارع اللبناني، ذكر خلالها المعلقون النائب اللبناني بأن حمل العميل الجنسية الإسرائيلية لا يسقط مع مرور الزمن.
وكانت صحف لبنانية قد تناقلت في وقتٍ سابق أنباءاً عن اعتقال ضابط كبير في الجيش على خلفية شبهات بوجود علاقةٍ بينه وبين العميل فاخوري، في أحدث فضيحة تهز المؤسسة العسكرية اللبنانية.
الفضيحة الجديدة ووفقاً لما تناقله الصحف، فجرتها مرافقة العميد “إلياس يوسف” للعميل الإسرائيلي السابق إلى مطار رفيق الحريري الدولي أثناء احتجازه والتحقيق معه بتهمة التعامل المباش مع إسرائيل والعمل مع الجيش الإسرائيلي.
الجدل حول قضية “الفاخوري” أججه ما تردد من معلومات تناقلتها وسائل إعلامية محلية حول سعي متنفذين في الدولة اللبنانية لتنظيف سجلات عملاء وجنود سابقين في جيش لحد الجنوبي الموالي لإسرائيل، ومن بينهم “الفاخوري” الذي شغل سابقاً منصب آمر السجون الإسرائيلية في جنوب لبنان إبان فترة الاحتلال.
أما النقطة الأبرز التي أثيرت حول قضية “الفاخوري” على الساحة اللبنانية؛ هي الدور المحتمل لحلفاء حزب الله في لبنان لما نشرته وسائل إعلامية محلية حول عمليات تنظيف ملفات العملاء السابقين، لا سيما في ظل العلاقة الوطيدة والعائلية التي تربط قائد الجيش اللبناني برئيس الجمهورية “ميشيال عون” ووزير خارجيته “جبران باسيل” أبرز وأقرب حلفاء الحزب الرافع لشعار المقاومة والممانعة بدعمٍ من إيران.
معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي؛ تسألوا في الوقت ذاته عن موقف الحزب الذي يسيطر على أغلب مفاصل الدولة اللبنانية لا سيما الأمنية منها، من قضايا العملاء وما يدور حولها، ملمحين لاحتمالية أن تكون أطراف من الحزب متورطة بقضية العملاء ضمن صفقة مع إسرائيل، لا سيما في ظل التوتر بين الجانبين على الحدود.
البيان الصادر عن الجيش اللبنانية حول ظهور العميل “الفاخوري” مع قائد الجيش “عون” بدوره ساعد على تنامي الاتهامات لأطراف نافذة في الدولة في محاولات تنظيف ملف العملاء، خاصةً وأنه أشار إلى أن الصورة تم التقاطها أثناء حفل أقامته السفارة اللبنانية في واشنطن العام 2017 على شرف قائد الجيش، ما طرح المزيد من إشارات الاستفهام عن الجهة التي وجهت الدعوة للعميل السابق لحضور الحفل، بالإضافة إلى مدى العلاقة التي تدفع الرجلين لالتقاط صورة تذكارية على الرغم من وقوفهما نظرياً على الأقل على ضفتين متعاديتين.
خفايا وأسرار صورة الفاخوري، امتدت أيضاً لطرح علامات استفهام إضافية حول مصدر الجرأة التي دفعت العميل قبل أيام للعودة إلى لبنان عبر المطار الدولي، على الرغم من انه مطلوب للسلطات اللبنانية منذ اكثر من عشرين عاما، حيث تسائل المعلقون عن أي تطمينات تم منحها للرجل، حتى يعود بهذه العلنية متحديا مذكرات الاعتقال بحقه.
يذكر أن الأمن العام اللبناني أوقف القائد العسكري السابق لمعتقل الخيام جنوبي لبنان، العميل الإسرائيلي عامر إلياس الفاخوري بعد وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية بجواز سفر أمريكي، وادعت النيابة العامة العسكرية عليه بجرائم “الانخراط في صفوف جيش العدو والاستحصال على الجنسية الإسرائيلية والتسبب بقتل لبنانيين، جرّاء التعذيب والتنكيل بهم”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي