من النكات القديمة التي يتداولها السوريون، وقد لايحمل مايكفي من الإضحاك، أن حفرة في الطريق تسببت بكوارث لاهل الطريق، فقام رئيس البلدية بتغيير الطريق لا بردم الحفرة.
واليوم، تطلب روسيا من الميليشيات الإيرانية المشتغلة في مناطق سوريّة بمغادرة هذه المناطق كي لاتتعرض وتعرّض هذه المناطق لقصف إسرائيلي.
المناطق المقصودة واحدة منها تقع غرب حماة وآخر بالقرب من مدينة طرطوس وسط وغرب سوريا، لتفادي القصف الجوي الإسرائيلي، الذي ازدادت وتيرته خلال الأيام الأخيرة الماضية، وبتحديد اكبر فقد طلبت القوات الروسية من الميليشيات الإيرانية إخلاء مقار عسكرية إيرانية قريبة من موقع الفوج (49)، التابع لقوات النظام السوري.
لهذا الكلام دلالالته الكثيرة، منها أن الروس والإسرائيليين متوافقان، فالغارات الإسرائيلية لن تقترب من المواقع الروسية، ما يعني أيضًا أن قاعدة “حميميم” الروسية آمنة، ومن دخلها آمن، فالتنسيق الروسي الإسرائيلي على قدم وساق.
ومن دلالاته، أن اشتباكًا ممكنًا ما بين الميليشيات الإيرانية والقوات الروسية في هذه المناطق وقد ينسحب على مناطق أخرى لصياغة صيغة جديدة في تقاسم النفوذ الإيراني / الروسي في سوريا، وهذا بدوره لابد وينعكس على أزلام هذا الطرف وذاك، فالجيش السوري وقد تحوّل إلى ميليشيات، معروف أنه انشطر مابين مركزين أولهما روسي بقيادة سهيل الحسن وثانيهما إيراني بقيادة ماهر الأسد، وقد ينعكس الصراع الروسي/ الإيراني على الفصيلين الميليشياوين اللذين يحملا صفة “جيش”.
وثالث الدلالات أن الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية لن تتوقف، ولا بد أن الروس يعلمون علم اليقين متى؟ وأين؟ وكيف؟ والانباء الأخيرة كانت قد أفادت بأن الروس وقبل ساعات من قصف مطار حلب قبل يومين، أخلوا قواتهم من المطار لعلمهم بتوقيت القصف وأستهدافاته.
أكثر من هذا وذاك، سيطرح السؤال التالي:
ـ ماهي حقائق وطبيعة التحالف الروسي / السوري، وبلغة أدق:
ـ ماهو شكل تحالف القوات الروسية مع النظام؟
ستكون الإجابة:
ـ تحالفًا بمواجهة المواطن السوري، السوري فقط، أما عن إسرائيل فـ “زبدة على عسل”.
ويبقى السؤال:
ـ هل سنرى اشتباكات إيرانية روسية على الأراضي السورية؟
السوريون يتمنون ذلك مع إضافة:
ـ ناب الكلب بجلد الخنزير.