
مرصد مينا
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ارتباطه بشكل مباشر برؤية ما تسمى بـ “إسرائيل الكبرى”، التي تقوم على التوسع واحتلال أراضٍ عربية وتهجير الفلسطينيين، في تصريحات اعتبرتها الأردن تهديداً لسيادة الدول العربية ومخالفة للقانون الدولي.
جاءت تصريحات نتنياهو خلال مقابلة مع قناة “i24” العبرية مساء الثلاثاء، حين سُئل عما إذا كان يشعر بأنه “في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي”، فأجاب: “أنا في مهمة أجيال، إذا كنت تسألني عن شعور المهمة تاريخياً وروحياً، فالجواب نعم”، وأضاف: “أنا مرتبط ومرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى”.
وتشير “إسرائيل الكبرى”، وفق المزاعم الإسرائيلية، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر، وقد استخدمت هذه العبارة بعد حرب 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية.
“حرب الإبادة في غزة“
وبخصوص الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 22 شهراً، زعم نتنياهو أنه لا يسعى إلى المماطلة في إنهائها، معتبراً أن مجلس الوزراء يدعم “بأغلبية ساحقة” جهود تسريع العمليات العسكرية وتحقيق نصر حاسم في القطاع.
وأقر المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” خطة إعادة احتلال غزة بالكامل، ما أثار احتجاجات داخل إسرائيل واعتبرت بمثابة “حكم إعدام” بحق الأسرى.
وتشير الإحصاءات الفلسطينية والإعلامية إلى أن الحرب خلفت 61,599 ضحية و154,088 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت 227 شخصاً بينهم 103 أطفال.
ويقدر عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة بنحو 50، منهم 20 أحياء، بينما يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية تحت ظروف من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم.
وأكد نتنياهو أنه لن يعود إلى “الاتفاقات الجزئية”، محملاً حركة “حماس” مسؤولية ما أسماه المماطلة، في حين أعلنت “حماس” استعدادها لإطلاق الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
تهجير الفلسطينيين وطرح بدائل خارجية
وفي إطار تصريحاته، أشار نتنياهو إلى ضرورة السماح للمدنيين بمغادرة غزة، معبراً عن تمسكه بمخطط تهجير الفلسطينيين، ومقارنة وضعهم بما جرى في سوريا أو أوكرانيا وأفغانستان، متسائلاً عن سبب “إغلاق غزة”.
وأضاف أن إسرائيل تجري محادثات مع دول أخرى، منها دولة جنوب السودان، لاستقبال فلسطينيين من القطاع.
ويرى مراقبون أن مخطط التهجير الذي يروج له نتنياهو مدعوم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه يواجه رفضاً عربياً ودولياً واسعاً لانتهاكه القانون الدولي والإنساني.
رد الأردن الرسمي
من جانبه، أدان الأردن تصريحات نتنياهو، واصفاً إياها بأنها “تصعيد استفزازي خطير وتهديد لسيادة الدول ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مؤكداً رفض المملكة المطلق لهذه التصريحات التحريضية.
وأكد بيان وزارة الخارجية الأردنية أن “الأوهام التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية، ولن تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني”.
وشددت الخارجية الأردنية على أن هذه التصريحات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية وعزلتها دولياً، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المهددة لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين، ومحاسبة مطلقيها.