fbpx

نحو مؤتمر وطني سوري يحاسب ويسأل

ليس أمرًا عابرًا أن نشهد انتحار 116 سوريا خلال ثمانية أشهر فائتة من بينهم 18 قاصرًا كما جاء في تقرير للهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا.. هو رقم يشي بما يتجاوز انسداد الأفق، بل يشي بتراجيديا سورية ربما لن تتوقف، دون نسيان أن سوريا بلد إسلامي، الانتحار فيها يحول دون فتح بوابات الجنّة.

أعداد المنتحرين لا تحكي كل الحكاية، ولكنها تؤشر إلى مآلاتها، فالبلد مقطّع موضوعيًا، والموارد فيه إما ضائعة أو منهوبة، والجوع فيه يفتك بالناس، أما الارتهان إلى (الأمل) فقد بات معطوبًا في لعبة تتقاسمها الأمم والقوى السياسية السورية التي لم تتقدم خطوة على طريق أيّ حل سواء بإزالة أحد طراف الصراع للآخر، أو العثور على تفاهمات تقود إلى تسوية، دون نسيان أن الارض السورية جمعت مئات القوى من أحزاب وميليشيات ودول، ما يجمعها اكثر مما يفرقها، وواحد من النماذج الأكثر تعبيرًا عن الحالة السورية بقتامتها، لجان كتابة الدستور التي تستطيب فنادق جنيف، دون أي معنى لوجودها سوى المزيد من الانفاق وهدر المال، وتبادل التهم، لتقتات على التهام الوقت، في وقت باتت المقابر السورية أضيق من سكّانها.

واليوم بات السؤال أشد الحاحًا، والسؤال يتصل بالمعارضات أكثر مما يتصل بالنظام ذلك أن النظام لم يستشعر الأزمة، أقله إنه ما يزال يستثمر بالفساد وبالصراع، أما المعارضات فكان عليها أن تكون ضمير الناس لا شريكًا في المجزرة، والأسئلة:

ـ ما هي التوافقات التي وقفت عليها هذه المعارضات؟

ـ ما هي حقائق دورها في اللجنة الدستورية؟

ـ ما هي الحلول الواقعية /الممكنة/ العقلانية التي تطرحها هذه المعارضات؟ وبالتالي ما هو برنامجها ومشروعها، غير ذاك الهتاف الذي تكرر عشرة أعوام (الشعب يريد إسقاط النظام)؟

ـ ما هي مناطق الاستعصاء في العثور على صيغة تعيد المهاجرين والهاربين واللاجئين إلى بلدهم؟

والأهم من هذا وذاك ما هو الدور الفعلي الذي تلعبه هذه المعارضات ليكون لها حق التجول من عاصمة الى أخرى؛ وبالتالي ما هو حقها في هذا الانفاق الأسطوري الذي تمارسه هذه المعارضات وقد باتت المعارضة استثمارًا ماليًا، أنتج طبقة من المستثمرين ينافسون النظام على فساده؟

كما سؤال:

ـ من سيحاسب هذه المعارضات على فسادها وقد باتت رائحتها تزكم الأنوف كما باتت مضرب المثل؟

نعرف النظام، فهو السمسرة والفساد والعنف، وذاك هو تاريخه وحاضره، ولكن هل كانت المعارضات هي البديل التاريخي والأخلاقي له؟

ـ سوريا هي الأحوج اليوم لمؤتمر وطني علني، يحاسب، ويسأل، ويرفع الغطاء عن فساد معارضاته وارتهاناتها.

تلك أولوية يرويها تقرير الطب الشرعي، فالمنتحرون يطالبون بالكشف عمن أوصلهم إلى:

ـ طلقة في الرأس أو تعليق أعناقهم على الأنشوطة للخلاص من فجيعة بلاد تنمو الفجائع فيها فيما محاصيلها تحترق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى