نصر الله .. حكاية صياد

مرصد مينا

بات مبتذلاً، ويتضاعف ابتذاله مع كل طلّة جديدة، وسيعمق ابتذاله تلك الأهازيج التي تسعى لتأهيله ليتحوّل إلى إلهاً وقد اختزل في شخصه طائفة لها شخصيات من وزن شخصيات جبل عامل، أولئك الذين شطب على تاريخهم ليقول :

ـ أنا المقاومة، وأنا الشهادة.

وحين تأتي سردية شهداء لبنان، فليس من شهيد سوى ذلك الفتى الذي دُفِع إلى الموت تحت راية فتح بوابة الجنة.

نسي حسن نصر الله ان من أوائل شهداء لبنان وليد الزمر “السنّي”، ومعه نسي أن جبهة المقاومة في لبنان كان لها جورج حاوي المسيحي وكمال جنبلاط الدرزي، أما مقاومته فقد اشتغلت على منع أية ظاهرة مقاوِمة أخرى، فردد :

ـ إسرائيل اوهن من بيت العنكبوت.

ومادام الأمر على هذا النحو ما الذي يدعوه لعدم تخريب بيت العنكبوت هذا وساعة الصفر قد حلّت مع حرب غزة، ودمار غزّة وتوريط حماس لتورّط بدورها غزة؟

هذا الرجل إما كاذب وإما عميل، فإذا كان قادراً على تدمير إسرائيل، فما الذي يمنعه من تدميرها سوى العمالة؟ وإن كان عاجزاً فليس لنا سوى أن نتهمه بالكذب، وفي الحالين، في عمالته او في كذبه يورط لبنان بما لم يختره اللبنانيون، أقلّه واللبنانيون يعرفون باليقين أن مقاومة حسن نصر الله، لن تزيد عن كونها استثماراً إيرانياً، ضحاياه من “شيعة” لبنان الذين يمثلون حاضنته،  وهي حاضنة تُساق لواحد من سببين:

ـ بالترهيب أو بالتضليل.

خطابه بالأمس وكان تكراراً فجّاً لخطابه السابق، اكد بما لا يدع مجالاً للتردد أن هذا الرجل محكوم لنرجسية مرضية قاتلة، ليست بعيدة عن نرجسية ادولف هتلر، فقد انساق إلى تصفيق الجمهور، فيما انساق جمهوره لتأليهه، ليكون حصادهما معاً التورط وتوريط البلاد بمجازر إن لم تأت اليوم فستأتي غداً، دون نسيان أن التكرار لابد وسيفقده عنصر الجاذبية، تلك التي تصنعها الهالة، والهالة في بُعد من أبعادها صناعة، غالباً ما تنتجها المؤسسة الدينية، وستضاعف من انتاجها حين تتكئ على التراجيديا التاريخية بدءاً من مقتل الحسين، ليتحوّل حسن نصر الله إلى من سيثأر لمقتل حفيد رسول الله بعد الف وأربعمائة عام من إسدال الستار على الكارثة.

خطاب بلا أهداف، فقد انتزع تكرار ظهوره، الهدف إذا كان ثمة هدف، حتى باتت حكايته أقرب إلى حكاية صائد الدب الأسود، أما حكاية الدب الأسود فمفادها:

سدّد الصياد على الدب الأسود ورماه بطلقة من بندقيته، فوقع الدب أرضاً وحين اتجه الصياد إليه لم يعثر على جثة الدب، فيما التفت إلى الخلف ليجد الدب واقفاً خلفه فارتعب.. سأله الدب السؤال التالي:

ـ امامك واحد من خيارين، إما أن آكلك وإما أن أغتصبك.

ولتعلق الصياد بالحياة اختار الاغتصاب، فنجا بحياته ليأتي في اليوم التالي ويطلق على الدب، لتتكرر واقعة الامس، فاغتصبه الدب ونجا ثانية، وحصل الامر نفسه في اليوم الثالث، بعدها تامل الدب طويلاً، وقال للصياد:

ـ أنت لم تأت لتصطادني.. أنت تستمتع بأن أغتصبك.

Exit mobile version