fbpx

نياشين مصطفى طلاس وعصا النميري

جمعه عشاء مع الممثلة نبيلة عبيد، وكان صدره مثقلاً بالنياشين دون أن تعيقه نياشينه عن أن يزحف باصابعه إلى ساق الممثلة الفاتنة، يومها همست نبيلة عبيد في أذنه:

ـ سيادة العماد، ألا يؤلمك ظهرك من ثقل النياشين التي يحملها صدرك؟

رحل مصطفى طلاس، ومازلنا نبحث عن معركة انتصر فيها اللهم سوى توقيعه على قائمة من عشرات أسماء المحكومين بالإعدام وقد توّلى المهمة عن مالكه الراحل أيضاً حافظ الأسد.

عسكر مثقلين بنياشين لم يحظ بها رومل ولا مونتغمري، نياشين لمعارك لم يخوضونها إلاّ بمواجهة العزّل و… على أهلهم.

هو ذا حال العسكر، وكان لمصر حفنة من الضباط ربما يكون أبرزهم عبد الحكيم عامر، ولم تكن جبهات الحرب وخنادقها تشغله كما “وردة الجزائرية”، ومعه كان صلاح سالم المتخصص بالتجسس على نجمات السينما فكان من ضحاياه “سعاد حسني”، وربما الكثير من سواها من نجمات الشاشة المصرية، ومع العسكر ياتي السؤال:

ـ ما الذي فعلتموه لجبهات الحرب.

ساعات كانت كفيلة بسقوط مطارات مصر الحربية تحت قصف الطيران الإسرائيلي، وكانت سيناء مستسلمة فيما كان الجنود يخلعون بزاتهم ويهرعون فوق رمال الصحراء معلنين هزيمة لم تعلنها القيادة التي اعتبرت أن كل ماحدث هو “مجرد نكسة”، وهي النكسة التي وصفها نجيب سرور بـ “الوكسة”، ويا “وكسة تيجي ورا وكسة” فيما كانت جبهة الجولان تسجل الانسحابات دون أن تتحرك سبطانات دباباتها، ومعها سقطت القنيطرة قبل سقوطها، وراحت طبريا إلى الإسرائيليين الذين طالما استعذبوا من بعد السباحة في مياهها، أما جبهة الأردن فـ “لاملامة” ذلك أن الملك الهاشمي ربما كان الأقل ثرثرة في وصف “البارودة” والتغزّل بالسلاح وصولاً لاتهامه بالخيانة.

حال العسكر قد يحكيه عساكر صدّام حسين، ونصفهم مات تحت مقصلة القائد، فيما نصفهم الآخر لم يشتغل سوى بإعدامات الناس، حتى طفح سجن أبو غريب بالضحايا.. ضحايا من طراز أساتذة جامعيون وشعراء، وحتى من بينهم مجهولي الأسماء ممن لايعثرون على بوابة سوى بوابة الله لتسوّل يوم إضافي على قيد الحياة.

وهاهم عسكر اليوم.. عسكر سوريا، وعسكر اليمن، وعساكر ليبيا، وكذا باتت السودان محطة لعسكر كل شاغلهم نهب ذهب المناجم، أو الاستيلاء على ماتبقّى من خبز الناس، فيما السودانيون يقتاتون من عشب الأرض إذا ما تبقّى للأرض من عشب.

هو ذا زمن العسكر، وليس من بينهم “ثعلب صحراء”، ولا “كلاشينكوف” او “جيكوف”.

عساكر الاحتفالات والنياشين والموائد، ومن منا لايتذكر جعفر النميري وهو يرقص بالعصا، او معمّر القذافي وهو يخاطب الليبيين بـ :

ـ من انتم؟

الكارثة الكبرى أن من يخاطبهم باتوا مثله، واحتلوا مكانه ولا ينقصهم سوى:

ـ نياشين وعصا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى