مرصد مينا – لبنان
صعدت الكنيسة المارونية في لبنان، مجدداً اليوم الأحد، انتقاداتها لـ«حزب الله» المدعوم من النظام الإيراني، مؤكدة أن اللبنانيين يرفضون عزلهم عن حلفائهم وتدهور أحوالهم بسبب تصرفات الحزب وتحالفاته.
يأتي ذلك في ثاني عظة على التوالي، إذ شدد رأس الكنيسة، البطريرك بشارة بطرس الراعي، على أهمية حياد لبنان، موجها انتقاداً ضمنياً لـ«حزب الله» المدجج بالسلاح بسبب «تأييده لإيران في صراعات مع دول عربية خليجية سنية»، وفقاً لـ«رويترز».
وأكد الراعي في عظة الأحد أن «اللبنانيين يرفضون أيّة أغلبية برلمانية تتلاعب بالدستور، والنموذج الحضاري في لبنان، ويرفضون عزلهم عن الأشقاء والأصدقاء، وأن يتحولوا من الوفرة إلى العوز ومن الرخاء إلى الشدة».
ولفت الراعي إلى أنه «أطلقت النداء في عظة الأحد الماضي، إلى الأسرة الدولية لإعلان حياد لبنان، وفعلت ذلك بالأمانة لرسالة هذا الصرح البطريركي، الذي يضع دائماً نصب عينيه كل اللبنانيين دون تمييز».
ورأت الوكالة أن هذا يمثل تحولاً لخطاب أكثر انتقاداً للحزب من قبل الكنيسة، خاصة وأن للراعي نفوذ كبير بوصفه رأس كنيسة الطائفة التي يجب اختيار رئيس الدولة منها بموجب نظام الحكم الطائفي في لبنان.
ومنذ انطلاقة الاحتجاجات الشعبية التي تعم معظم المدن اللبنانية، يشهد لبنان انهياراً مالياً بسبب فقدان الليرة قيمتها، والذي يمثل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في 1975 وانتهت في 1990.
ونقلت «رويترز» تصريحات عن «مهند حاج علي» من مركز «كارنيغي» الشرق الأوسط، موضحاً أن: «التدخل يعتبر تحولاً في سياساته بعيداً عن دعم الرئيس، وأقرب لانتقاد الوضع السياسي في البلاد على المستويين الإقليمي والدولي».
ووفق معظم التحليلات للشأن اللبناني، فإن أسباب الأزمة اللبنانية، ترجع إلى عقود من الفساد وسوء الحكم من جانب النخبة الطائفية الحاكمة، والتي أدت إلى خروج الشعب اللبناني ومن جميع الطوائف والتيارات والأحزاب إلى الشارع مطالباً بحقوقه.
وفي السياق آخر، أبدى الراعي عن صدمته من تصرفات وقرارات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول قضية «آيا صوفيا» قائلاً: «صدمنا مرسوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد بعد ان كان متحفا تاريخياً».
وأوضح البطريرك خلال حديثه «ومعلوم أن آيا صوفيا كانت كنيسة للمسيحية الأرثوذكسية، عندما افتتح الأتراك مدينة إسطنبول، وهذا القرار الذي واجهته انتقادات عالمية يؤكد مرة أخرى قيمة لبنان في العيش المشترك حيث الاحترام المتبادل، ونصلي كي يبقى لبنان مثالاً لذلك».
ويرى خصوم «حزب الله» اللبناني، أنه يتحمل المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع، لأن تحالفه مع إيران، واعتبار ذاته إحدى ميليشياته ووكلائه، جعل العديد من الدول توقف المساعدات التي كانت تقدمها من أجل خروج لبنان من أزمته المالية والاقتصادية.