هدايا “نصر الله” لـ “نتنياهو”

زاوية مينا

تزامن إطلاق ما يسمى “هدهد نصر الله”، مع قصف الحوثي لسفينة يونانية، مع تهديدات حسن نصر الله لقبرص وقد صنّفها في الموقع المعادي، هذا التزامن وضع لبنان أمام حالة من القلق جعلت اللبنانيين يتطلعون إلى ساعاتهم باعتبار الحرب الواسعة تطرق بوابتهم.. يحدث ذلك وحاملة طائرات امريكية تتجه إلى شرق المتوسط ما يرفع احتمالات الحرب ويضع لبنان على حافة الكارثة.

أسئلة اللبنانيين كانت على الدوام:

ـ ماعائدات الحرب على بلدهم؟.

سبق أن وقعت حرب 2006، وفي التجربة لم تمنح لبنان أيّ مكسب في السياسة، ولم تعطه أيّ مكاسب على المستوى العسكري، كل ما أنتجته استفراد حزب الله بلبنان لحساب إلغاء الدولة وسيادة الميليشيا، وإذا ما وقعت الحرب اليوم، فلن تكون حرباً بمواجهة إسرائيل بمفردها فهاهي حاملات طائرات امريكية تتقدم نحو الشواطئ اللبنانية، فيما التهديدات التي وجهت لقبرص، تعني فيما تعنيه تهديدات للاتحاد الاوربي الذي سيتحوّل إلى شريك في هذه الحرب وبالنتيجة لن يكون بوسع حزب الله مواجهة مجموع القوى التي ستكون بمواجهته لإخراجه من الصيغة كل الصيغة، فرفع الإصبع عالياً لا يشكل نفعاً بمواجهة الآلة العسكرية الغربية بما تحمل من قدرات، أما لبنان فلن يكون سوى ساحة لاختبار الآلة العسكرية بنتائج مقروءة مسبقاً:

ـ تهديم الضاحية الجنوبية على من فيها.

ـ استهداف البقاع بمن وعلى من فيه.

-ضرب وتدمير ما تبقّى من بنى تحتية لبلد لم يتبق من بناه سوى بعض الجسور والمطار.

ـ اللبنانيون يتساءلون ما العائد من حرب كهذه؟.

الدمار والمزيد من الدمار ولحساب توسيع الدور الإيراني في الإقليم فحسب.. مجرد توسيع هذا الدور، فإيران التي تستخدم “نوّابها” في الحرب لن تدخل بسلاحها فيها، وحرب غزة برهنت بما فيه الكفاية أن الدور الإيراني يقتصر على حصد المكاسب السياسية على حساب الدم الفلسطيني، ولن يكون حال لبنان أفضل حالاً.

الشارع اللبناني بمسيحييه ومسلميه يرفض الدخول في مواجهة مفتوحة، وكذا حال الشارع “الشيعي” المغلوب على أمره والخاضع لسلاح حزب الله قسراً، فإذا ما وقعت الحرب لن يكون ظهر حزب الله محمياً، تلك خلاصة مؤكدة، أما النتائج السياسية والإعلامية التي حصدتها غزة عبر التظاهرات الاممية ومواقف الشعوب المتضامنة مع الغزاويين في نكبتهم فلابد أن يبددها حسن نصر الله بوضع القبارصة في الموقع المعادي مع التذكير بأن “قبرص” هي جارة لبنان، ونجمة بلاد الشام كما وصفها أنطون سعادة، وهكذا فوضعها في موقع العدو لا يعني سوى تحويل الجار إلى عدو، هذا دون نسيان مجموع الاستثمارات اللبنانية في قبرص والتي تشكل رئة طيبة للبنانيين الهاربين من سلاح حزب الله وسطوته.

قد تقع الحرب ما بين لحظة وأخرى، حرب لن تحصد نصراً لحزب الله.. هي حرب تجديد الدور الإقليمي لإيران على حساب ما تبقى للبنانيين من أسباب للحياة في بلد كان ذات يوم مطبعة العرب وجملتهم الموسيقية.

الشارع اللبناني بمن فيه الشارع الشيعي يدرك تمام الإدراك أن حزب الله يقوده إلى نكبة جديدة، وعلى الضفة الإسرائيلية ستكون حرباً كهذه منحة “إلهية” ينتظرها الإسرائيلي لزج الولايات المتحدة في أتونها.
تلك فرصة لبنيامين نتنياهو.
هدية من حسن نصر الله لمجلس الحرب الإسرائيلي.

Exit mobile version