يقول خبراء وصناع قرار عرب ودوليين: إيران هي محراك الشر في العالم العربي والشرق الأوسط، إلا أنهم ورغم إداناتهم المتكررة للهمجية الإيرانية، فما تزال جهودهم الحقيقية للجم طهران عن تخريب المنطقة خجولة، فإيران هي من عاثت خرابا وتدميراً في سورية والعراق واليمن ولبنان، وهي المسبب الرئيسي للحروب الطائفية والمذهبية، وعلى الضفة المقابلة، تسعى الدول العربية بما أتيت من قوة وتأييد عالمي على إضعاف مخططات إيران، وايقاف هلالها الفارسي في المنطقة العربية، قبل وقوع الكارثة.
أما المملكة العربية السعودية، ومعها التحالف المكون من عدة محورية، فلديهم مساع حثيثة لمنع إيران من تحقيق غاياتها، فالرياض ترفض البدء بأي حرب استراتيجية ومصيرية في المنطقة العربية ضد طهران، لعلها وفق خبراء ترى أن المنطقة لم تعد تحتمل المزيد من الحروب.
فغالبية الدولة العربية ممزقة، وتتوغل فيها إيران وتعاونها على ذلك أنظمة محلية وأخرى لها مصالح في تأجيج السكون السعودي وسط هذه التقلبات، وفي ذات الوقت، فإن المملكة ومن معها من دول عربية تشاركها ذات الهموم، ترفض مصافحة إيران وفق مخططات الأخيرة، وتقف كالسد المنيع لمنع سقوط العرب ككل في المستنفع الإيراني الخطير.
وما بين فينة وأخرى تطرح المملكة شروطها لقبول إيران كجارة وصديقة، وفي كل جولة ترفض التنازل عن الأساسيات العربية والتاريخية، وأعربت الرياض خلال الساعات الماضية عن إستعدادها للتعاون مع إيران، اولكن ضمن شروطها، ومنها توقف طهران عن إفتعال الازمات في المنطقة، لاسيما الخليج العربي، وتدخلها الواضح والصريح في شؤون الدول الأخرى، تحديدا في اليمن ومايرافقه من عن دعم الميليشيات الحوثية الإنقلابية.
الشروط السعوية الواضحة والصريحة جاءت على لسان المندوب الدائم لدى المملكة لدى الامم المتحدة السفير “عبدالله بن يحيى المعلمي” في كلمتة التي ألقاها الإربعاء أمام مجلس الأمن في نيويورك بصفته رئيسًا للمجموعة العربية نقلتها صحيفة الرياض السعودية، قائلا ” إن استمرار السلوك السلبي لإيران في المنطقة ليس من شأنه إلا تقويض الأمن والسلم الدوليين.
فالدعم الواضح والصريح لمليشيات الحوثي الانقلابية أصبح يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي، ولحركة الملاحة الدولية وخطرًا على المدنيين في المنطقة، فتهديد الحكومة الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز واستمرارها بمهاجمة واحتجاز السفن التجارية، يحمل مجلسكم الموقر مسؤولية الوقوف بحزم، والاضطلاع بمهامه الرئيسية والعمل على صون الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف السفير السعودي “إننا نسعى إلى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن السبيل الحقيقي والوحيد لذلك إنما يتمثل في احترام جميع الدول في المنطقة لمبادئ حسن الجوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها، وأن سلوك إيران في المنطقة ينافي تلك المبادئ ويقوّض مقتضيات الثقة وبالتالي يهدد الأمن والاستقرار تهديدًا مباشرًا وخطيرًا.
وأكد المعلمي ” إننا على استعداد لإقامة علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران القائمة على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها.
واعتبر السفير” أن استمرار المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، ببسط وفرض السيطرة على مفاصل الدولة في صنعاء، عاصمة الجمهورية اليمنية الشقيقة للعام الخامس على التوالي، أوجد بؤرة في المنطقة تحتضن الأعمال الإرهابية، وتصر على الاستمرار في زيادة الكوارث الانسانية، من تجويع وانتشار للأوبئة، فهذه الميليشيات تستمر باستخدام الموارد والمساعدات الإنسانية الدولية سلاحًا لمفاوضاتها “غير الشرعية”، غير آبهة بالشعب اليمني واحتياجاته الأساسية.
وأشار المسؤول السعودي إلى أن ما تقوم به من ترويع للآمنين واستهداف المنشآت المدنية والبنى التحتية في المملكة العربية السعودية، يكشف عن الطبيعة والفكر الهدام الذي لا يعرف سوى الخراب والدمار، مطالبًاً مجلس الأمن بالدفع والتأكيد على تنفيذ قراراته ذات الصـلة 2140 و 2216 و2451 .
وأن الحل يكمن في الحوار السياسي، وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
يشار إلى المملكة العربية السعودية تقود تحالفا عربيا، لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، من أجل تحرير المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، عقب الإنقلاب الذي نفذته 2015 .
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي