fbpx

هربا من الشقاء .. مغاربة يموتون غرقاً

أعلنت السلطات المغربية أن خفر السواحل انتشل جثثاً لمهاجرين غير شرعيين بعد غرق قاربهم قبالة سواحل المغرب.

وبين خفر السواحل أن الجثث تعود لسبعة أشخاص بينهم امرأة؛ قضوا غرقاً على بعد 65 كيلو متراً من العاصمة الرباط، مشيراً إلى أن عناصره قد انتشلوها صباح اليوم، السبت، بعد أن لفظتها الأمواج باتجاه الشاطئ.

كما كشفت وزارة الداخلية المغربية أن جميع الضحايا يحملون الجنسية المغربية، وأن قاربهم قد غرق أثناء محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الأوروبية ضمن إطار الهجرة غير الشرعية.

ولفتت الوزارة إلى أن قوات خفر السواحل عثرت على جثث المهاجرين بمنطقة عين حرودة، مضيفةً: “تم العثور على ثلاثة أشخاص آخرين فاقدين للوعي وتم نقلهم للمستشفى الإقليمي بالمحمدية حيث استعادوا الوعي هناك بعد تلقيهم للإسعافات اللازمة”.

إلى جانب ذلك، أكد السلطات المغربية أنها فتحت تحقيقاً بالحادث بإشراف النيابة العامة، وأن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين أو غرقى آخرين محتملين.

ويعاني المغرب من أزمة اقتصادية وسط ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور وتنامي معدلات البطالة، ما دفع الكثير من الشباب المغاربة لخوض تجربة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا مستغلين قرب المسافة بين الشواطئ المغربية والاسبانية.

وكانت دراسة اقتصادية مغربية قد أعلنت قبل أيام أن 38.2 بالمئة من السكان غير قادرين على تأمين كافة احتياجاتها اليومية، مشيرةً إلى أن مدخول تلك العوائل لا يكفي لتغطية نصف حاجاتها.

وأوضحت الدراسة التي أعدتها المندوبية السامية للتخطيط؛ أن الدخل الشهري للكثير من الأسر المغربية يغطي فقط 56 بالمئة من مصروفها، مضيفةً: “ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون عائلة مضطرة للاقتراض حتى تتمكن من تلبية حاجات أفرادها، اذا اعتبرنا أن عدد سكان المغرب يبلغ سبعة ملايين نسمة”.

إلى جانب ذلك، أشارت الدراسة إلى أن امتناع الدولة عن تقديم عدد من الخدمات التي كانت تقدمها في السابق ضاعف من مشاكل السكان المالية، على اعتبار أن الأسر باتت تتحمل نفقات تلك الخدمات لا سيما في مجالات الصحة والتعليم، واستشهدت الدراسة في نتائجها على بيانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي؛ الذي كشف عن أن متوسط الأجور في المملكة لا يتجاوز 5 آلاف و 317 درهما بالنسبة إلى الرجال، و 4 آلاف و750 درهما بالنسبة إلى النساء، مشيراً إلى أن تلك التقديرات تضم حوالي 3 ملايين و 380 ألف عامل مصرح بهم.

ومن سياق أخر، أفادت وسائل إعلامية مغربية أن حالات الانتحار تفاقمت في صفوف المراهقين بعدد كبير من مدن شمال المملكة، مشيرة أنه وخلال الأسابيع القليلة الماضية، سجلت أكثر من 5 محاولات انتحار لشباب لا تتعدّى أعمارهم 18 سنة.

الباحث في علم الاجتماع، “عبد ربه البَخَش” تناول الظاهرة بالقول إن نسبة التعاطي للموت أصبحت في تزايد مستمر في المغرب، خاصة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، في ظل التقلبات الاجتماعية والاقتصادية، التي تلعب دوراً مهما في زيادة ظاهرة الانتحار.
وأكّد الباحث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ ” هذه النسبة ترتفع كلما انهارت الروابط الاجتماعية، وتقلبت الأحوال الاقتصادية، ومنطقة شمال المغرب خاصة أقاليم تطوان وشفشاون ووزان والحسيمة، حيث أنها تمر بأزمة اقتصادية خانقة، نتيجة تراجع الرواج الاقتصادي المرتبط بزراعة الكيف والتهريب المعيشي.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى